الرئيسية

اعتراف بالجميل لأهل العلم في الدلم

اعتراف بالجميل لأهل العلم في الدلم

تاريخ النشر: الثلاثاء, 01 ديسمبر 2015 - 20:44 مساءً | عدد المشاهدات: 544
تبليغ عن رابط معطوب

 

اعتراف بالجميل لأهل العلم في الدلم


 

الحمد لله وبعد :ــ فإنه من باب الاعتراف بالجميل لأهل الفضل ، ومن لهم فضل بعد الله تعالى في دلالتي على العلم ، ومن لا يعرف الفضل لأهله فإنه لم يحقق مبدأ الشكر للناس ، ومن لا يشكر الناس فإنه ما عرف طريق الشكر لله تعالى ، فقد كان للشيخ سعد الغنيم دوره الكبير في تحبيبي في العلم ، وذلك لما كان الشيخ حفظه الله تعالى يشرح بلوغ المرام في جامع الغنيم ، وقد كان هذا من فترة طويلة ، ولكن لا تزال تلك الأيادي البيضاء لها بصماتها الطيبة علي في العلم ، وأذكر أن الشيخ حفظه الله تعالى كان هو الذي اشترى لنا الكتب ووزعها علينا ، وكانت طريقة شرحه على فقه الدليل ، من غير متابعة لمذهب معين ، فنمى فينا حب الدليل وحب النظر في القول الصحيح بعيدا عن التعصب المذهبي ، ولا تزال بعض اختيارات الشيخ مسجلة عندي ، ولا أزال أذكر تلك النصائح والتوجيهات التي كنا نسمعها منه بين الفينة والأخرى والحث على طلب العلم وحفظ المتون العلمية ، ولا تزال أصداؤها الطيبة تمتلك مشاعري ،ولا زلت أدعو للشيخ وفقه الله تعالى ، وهو وإن كان قد أبعد عن التدريس لكنه لا يزال شيخنا الذي نكن له كامل الحب وكبير الوفاء والعرفان ، فبه عرفنا التحلق حول أهل العلم ، واستماع العلم ، والتأدب بآداب طالب العلم ، فأسأل الله تعالى أن يجزيه عني وعن المسلمين خير الجزاء .
وأما الشيخ الثاني فهو شيخنا وأستاذنا أبو عبدالقيوم ، الشيخ سعود المانع ، وفقه الله ، وفضله في التعليم في البلد لا يكاد يخفى على أحد ، بل إن من لهم الدروس في الدلم في الوقت الراهن إنما هم نواة تخرجوا من دروس الشيخ سعود وفقه الله تعالى ، فقد كان الشيخ سعود نعم المعلم ونعم الفقيه ونعم المربي ، ولا ننسى تلك الحلقات العلمية التي كان يتحلق فيها من تخرجوا الآن قضاة ودعاة ، ولا يزال الشيخ ولله الحمد والمنة على تعليمه وتدريسه ، أسأل الله تعالى أن يوفقه وإخوانه لكل خير ، وأن يجزيه عني وعن المسلمين خير الجزاء ، فحق طلبة العلم في هذه البلد أن يشكروا الشيخ على جهوده في التعليم والإفتاء ، وأن يعرفوا له منزلته وفضله ــ وهم كذلك إن شاء الله تعالى ــ فلولا الله تعالى ثم الشيخ سعود ما رأيت هذه الحركة العلمية في الدلم .
وأما شيخنا الثالث ، فهو الشيخ عبدالعزيز القحيز ، ذلك العالم الذي نحسبه والله حسيبه على درجة كبيرة من الرسوخ في علم العقيدة والفقه ، وقد تشرفت بحضور أوائل حلقاته في شرح كتاب التوحيد والأربعين النووية ، وقد استفدنا من سمت الشيخ وأخلاقه الفاضلة وتواضعه الجم الشيء الكثير ، ولا يزال الشيخ وفقه الله تعالى على جهوده في الدعوة إلى الله تعالى والتعليم .
وأما شيخنا الرابع فهو الشيخ عبدالرحمن الداغري ، وقد كان الشيخ رحمه الله تعالى يتميز في علم النحو ، وقد استشرحنا عليه جملا من متن الألفية لابن مالك ، وقد كان الشيخ وقورا محبوبا مهيبا ، تحب الآذان سماع كلامه ، لأن كلماته تفوح منها روائح النصح والتوجيه والإرشاد والحث على اتصال الصغار بالكبار ، وكان يوصينا دائما بأخذ العلم عن المشايخ الكبار ، ولا يزال الشيخ يتمتع بموفور الصحة والعافية ، ولكن بعد انتقاله للرياض قل التواصل بالجسد واللقاء ، ولكن لم ينقطع التواصل بالتوجيه والدعاء ، فهؤلاء الأربعة لهم الفضل بعد الله تعالى في محبتي للعلم ، وفي محبتي للتأليف والتدريس ، وفي دلالتي على خير الطرق التي أحصل بها العلم ، فإن كان ثمة من يستحق الشكر فهو هم لا أنا ، فحقهم علي وعلى أهالي الدلم أن نعرف قدرهم ، وأن ننزلهم منازلهم ، وأن نحث الناس على حضور حلقاتهم ، ومن باب الاعتراف بالجميل سطرت هذه الكلمات التي لا أرجو بها عزا ولا جاها عند أحد ،وإنما هو اعتراف بالجميل لأهل الفضل ، فأسأل الله تعالى أن يغفر لهم ، وأن يرفع قدرهم ، وأن يعلي نزلهم في الدنيا والآخرة ، وأن ينفعنا بعلمهم ، وأن يحييهم حياة طيبة ، وأن يجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، جزاهم الله تعالى خير الجزاء على تفقهينا وتعليمنا وتوجيهنا وإرشادنا ، اللهم ارفع نزلهم في الجنة واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة واحشرهم في زمرة نبيك وآله وصحبه ، ومهما قلت ودعوت فالفضل أكبر ، والمنة أعظم ، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله ، ومن لا يعرف الفضل لأهل الفضل فما أنصف ، والاعتراف بالجميل لأهله يحبه الله تعالى ، واحترام الصغار للكبار منهج شرعي وأدب مرعي ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا ، قاله وليد بن راشد بن سعيدان .....

 

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

آفات طلب العلم

تاريخ النشر: الأحد 18 ذو القعدة 1437 هـ الموافق 21 أغسطس 2016 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعد : فإن هناك آفات كثيرة تعترض طالب العلم في طريق طلبه للعلم ، ولا سيما بعد تحصيل قدر طيب منه ، وهذه الآفات لا بد من النظر لها بعين الاعتبار ، وهي آفات كثيرة ، ولكن نذكر لك أخطرها وأهم ..

الأسباب مؤثرة لا بذاتها

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................

كـل مـن اعتقد سببًا لـم يـدل عليـه شـرع ولا قـدر فهـو شرك أصغـر, وإن اعتقده الفاعل بذاته فهو شرك أكبر

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
..............................................

العبادة حق صرف محض لله تعالى, لا تصرف لا لملك مقرب, ولا لنبي مرسل, ولا لولي صالح, فضلا عن غيرهم

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.........................

كل فهم يخالف فهم سلف الأمة في العقيدة والعمل فإنه باطل

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................