إلى إخواني وأحبتي وطلابي الذين تخرجوا هذا العام

 

إلى إخواني وأحبتي وطلابي الذين تخرجوا هذا العام


 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين على آله وأصحابه الطيبين الطاهرين

إن كلامي هذا مع أبنائي الذين زاملتهم في التعليم ، وتخرجوا هذا العام ، إلى أبنائي وأحبابي وإخواني المتخرجين من الصف ثالث ثانوي في المعهد العلمي ، أولا أقول :ــ هنيئا لكم هذا النجاح ، وألف ، ألف مبروك هذا التخرج الكريم ، والله لقد سعدنا بتخرجكم ، ولكن في الوقت نفسه أسفنا على فراقكم ، فقد أحببتكم من كل قلبي ، وقد جمعتنا قاعات الدراسة أحبة متآلفين ، وإخوة على قلب واحد ، نستفيد منكم وتستفيدون منا ، ليس بيننا إلا المحبة والتآلف والتناصح .
أحبتي :ــ أرجو منكم أن لا تنسوا الفضل بيننا ، ولا تنسونا بزيارتكم بين الفينة والأخرى ، حتى أطمئن عليكم ، ويرتاح قلبي من جهتكم ، وأطلعوني على مستجدات حياتكم ، فلن تعدموا دعوة من قلب يحبكم ويرجو لكم كبير التفوق في حياتكم العلمية والعملية ، ثم أقول ثانيا:ــ أوصيكم أحبتي بتقوى الله تعالى ، وبمراجعة العلم ، وبحسن اختيار التخصص الذي يعود عليكم وعلى أمتكم وبلادكم نفعه في العاجل والآجل ، وجاهدوا في حياتكم في تحصيل أعلى المراتب ،واعلموا أن من كان مع الله تعالى فالله تعالى معه ، فتوكلوا على الله ، وأحسنوا الظن بربكم ، وكونوا معه بحسن الطاعة والتعبد ، وكثرة الذكر والحمد والشكر ، ولا تنسوا أن أمتكم وبلادكم في أمس الحاجة إليكم ، وإن الأمة لتثق بكم وبجهودكم أكبر الثقة ، فكونوا على قدر هذه الثقة ، وأعطوا الصورة الحسنة للعالم كله عن الإسلام وأهله، ثم أقول ثالثا :ــ أوصيكم ببر الوالدين ، وبالإحسان إليهما ، فلهم الفضل بعد الله تعالى في وصولكم إلى هذه المرحلة المتقدمة الطيبة ، فالله الله فيهما برا وإحسانا وخفضا للجناح بالذل من الرحمة ،وأكثروا من الدعاء لهما ومراعاتهما، والقيام بطاعتهما خير قيام ، ثم أقول رابعا :ــ احفظوا عقولكم من الأفكار الهدامة التي لا تريد بنا إلا الشر والهلاك ، وتسلحوا بسلاح العلم الشرعي المؤصل على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ، وكونوا مع ولاة أمركم من العلماء والأمراء صفا واحدا ويدا واحدة ، ولا تقبلوا فيهم أي قدح ولا كلام من هنا وهناك ، فإنكم في عز ومنعة من أمركم ما أطعتم الله تعالى ، وقمتم بما اوجب الله تعالى عليكم من الدين ، وأطعتم ولاة الأمر ، ثم أدعو لكم رابعا بكمال التوفيق ، فأسأل الله تعالى أن يحفظكم ، وأن يديم عزكم ، وأن يجعل النجاح الدائم حليفكم ، وأن يوفقنا وإياكم لما فيه سعادة الدنيا والآخرة ، هذه كلمات أحببت أن أهمس بها في آذانكم، أرجو الله تعالى أن ينفعني وإياكم بها ، والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

 

جميع الحقوق محفوظة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان