رفقا بالنجيمي |
رفقا بالنجيمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه الطبيبين الطاهرين ، وبعد :ــ فإن الله تعالى لما خلق البشر جعل من فطرتهم الخطأ ، فصدور الخطأ من البشر أمر غير مستغرب ولا بمستنكر ، ولكن الغريب والمنكر هو الاستمرار على الخطأ ومحبة الخطأ والسير على منواله مع العلم الجازم بأنه خطأ ، فالخطأ متصور من الجميع ، من العالم والمتعلم ، والعامي والمجتهد ، فليس صدور الخطأ من أحد البشر مع الرجوع عنه والاعتذار منه يوجب مسبة له ولا يفتح عليه باب القدح والتثريب واللوم ، بل لوم المخطئ على خطئه بعد الرجوع والندم والتوبة من الأمور التي لا تجوز ، فكل بني آدم خطأ ، وخير الخطائين التوابون ، والعالم والداعية من جملة البشر الذين تصدر منهم جمل من الأخطاء ، وجمل من الهفوات ، وهذا راجع إلى ضعف النفس البشرية ، ولا يسلم من هذا أحد ، ولكن من الإنصاف أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ، ومن المتقرر أن الماء إذا كان قلتين لم يحمل الخبث ، والمتقرر أن من كانت له أياد مشكورة في الأمة ودوره الكبير في الدفاع عن الأمة فإنه إن صدرت منه هفوة أو زلل ، فإن حسناته السابقة تشفع له عندنا وعند الله تعالى ، ولا عبرة بمن يدندن من أهل الفجور ويطبل حول أخطأ العلماء ، ولذلك فقد عذرت الأمة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فيما وقع فيه بعضهم من الخطأ في أمر القتال ، لأنهم مجتهدون ، وطالبون للحق ، ولأن لهم من الحسنات الماحية ما هو معلوم ثابت في القرآن والسنة وتاريخ الأمة ، وإن ما صدر من الشيخ النجيمي وفقه الله تعالى لكل خير من هذا القبيل ، فإن هذا الرجل لا نعلم عنه إلا الخير ، ولا نعرفه إلا مدافعا عن الأمة وقضاياها ، ولا نعرف عنه إلا أنه من السدود المنيعة التي سخرها الله تعالى لعباده في وجوه أهل الزندقة والفجور والأفكار الردية ، فهو أحد الأسس الكبيرة في الرد على أصحاب الأقلام المأجورة والأفهام التافهة ، فوجوده في الإعلام أمر فيه من المصالح للأمة ما الله تعالى به عليم ، فنحن نهيب بالشيخ وفقه الله تعالى وسدده لكل خير أن يثبت في هذه الأزمة ، وأن يعلم أن قلوبنا معه ، وألسنتنا تلهج له بالدعاء ، ونقول له :ــ بارك الله تعالى في جهودك ، وغفر الله تعالى لك زلتك ، وأنت من أهل النصح والتوجيه والبذل والخير ، ومن أهل الكلمة الطيبة والدفاع عن الأمة ومصالح الأمة ، ولك عندنا من الفضائل والذكر الطيب ما يشفع لك ، وكما قيل :ــ وإذا أتى المحبوب ذنبا واحدا جاءت محاسنه بألف شفيع ولا والله لا غنى لنا عن كلمتك الطيبة ودفاعك عن الأمة ، ولا عن توجيهك الكريم ، ولا عن الوقوف في وجوه المخالفين لنا ولبلادنا في الاعتقاد والتوجه ، فاصبر وصابر واثبت وفقك الله تعالى لكل خير ، وما صدر منك لا يعدو أن يكون هفوة ، وأنت بشر ، والله غفور رحيم ، وأما التطبيل من أهل الأقلام المأجورة والأفهام العفنة فلا يضرك منه شيء إن شاء الله تعالى ، فإنهم ما أرادوا بك هذا إلا لأنهم يعلمون قوة كلمتك ، وأنك من الحصون المنيعة التي لا بد من إزالتها ، والتوبة لا يتعاظمها شيء ، ومن تاب تاب الله عليه ، ومن المعلوم من القواعد أن الشريعة جاءت لتقرير المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ، وبقاؤك في الإعلام هو المصلحة الراجحة ، ودفاعك عن الأمة هو المصلحة ، ووقوفك في وجوه أصحاب الفكر الدخيل على الأمة والبلاد هو المصلحة ، فلا تتراجع ولا تتوانى ، بل امض قدما وفقك الله تعالى وثبت قلبك ولسانك لقول الحق ، وكم لك في الأمة من الأياد المشكورة والآثار الطيبة المعروفة ، وكم أخسأت من فاجر بكلمة الحق ، وكم أهلكت من طالح بتوجيهك السديد السليم ، وهل من الحكمة الدعوية أو المصلحة الشرعية أن ننسف هذا الجهد المبارك الكريم أو نتخلى عنك أيها الرجل الفاضل والعالم النبيل الكامل لمجرد زلة أو هفوة ؟ لا والله ، وألف لا ، فنحن معك ، وقلوبنا وألسنتنا ترفع لك الدعاء في ليلها ونهارها ، اللهم احفظ الشيخ من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ، واكفه شر الأشرار ورد عنه ما يراد به من السفول والانحدار ، اللهم احفظه للأمة علما شامخا واقفا في وجوه الأعداء ، إنك ولي ذلك والقادر عليه ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،،،،،،،،،، قاله كاتبه العبد الفقير إلى مولاه وليد بن راشد السعيدان ..
|