أربعوا على أنفسكم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه ، وبعد :ــ فإن أهل السنة رحمهم الله تعالى فد قرروا أن من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل السنة ، ونبزهم بالنعوت القبيحة ووصفهم بالأوصاف المستهجنة ، كوصفهم بالمجسمة والشكاك والناصبة وغيرها مما هو معروف ، وهذه هي عادة أهل الباطل في كل زمان ومكان ، وإن مبتدعة اليوم قد ساروا على ما سار عليه سلفهم الطالح الفاسد ، فتراهم في محافلهم وكتاباتهم ومنتدياتهم يغمزون أهل الحق ، ويتهمون نياتهم ، ويتفكهون في أعراضهم ، ويحرفون كلامهم ، محاولة منهم لإثارة الرأي العام عليهم، ونقول لهم :ــ أربعوا على أنفسكم ، فوالله ما أنتم إلا كالذباب لا يقع إلا على كل قبيح ، وما أنتم إلا كناطح صخرة يوما ليوهنها ، ما أنتم وسلفكم ممن حارب الدين إلا كالحشرات التي تريد أن تثبت وجودها في المجتمع ، ثم تقتل بالمبيد الحشري ، سلم منكم اليهود والنصارى والكفرة ، وما سلمت منكم أعراض أهل السنة والحق ، أقلامكم لا تكتب إلا في نقد من سار على الدليل ونهج مسلك سلفه الصالح ، قد سخرتم جهودكم في محاربة الله تعالى ومحاربة عباده الصالحين ، يا أيها التافهون المتفيهقون المتشدقون أربعوا على أنفسكم فوالله إن الحق أبلج والنور ساطع والقافلة مستمرة في سيرها ، تريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كرهتم وزمجرتم ، فالدين دين الله ، والأمر بيد الله ، وما أنتم إلا كأسلافكم ممن حارب الدين ومات وبقي الدين ، قولوا ما تريدون في زمن فتحت لكم فيه الأبواب ، ورحب بكتاباتكم من هو على شاكلتكم في الفهم والتصور ، ولكن عند الله نجتمع ، فالموعد يوم نلقاكم عنده جل وعلا ، فبالله عليكم ما الذنب الذي جناه أهل الحق حتى تفوقوا لهم سهامكم ؟ وما الجرم الذي اقترفوه حتى تتسلط عليهم ألسنتكم ؟ أتسبون رجلا أن يقول ربي الله ، أتقعون في عرض من يدافع عن عقيدة الأمة وينافح بيده وماله وجهده عن شريعة ربه جل وعلا ، تالله إنها لأحدى الكبر التي تضيق لها الصدور وتحزن لها القلوب ، والله هو ناصرنا وهو حسيبنا وهو مولانا ، فنعم المولى ونعم النصير ، وإني أشهد الله تعالى أن ما قلتموه في الشيخ يوسف الأحمد كذب ، وما قلتموه في الشيخ سعد الشثري من قبله كذب ، وما قلتموه في الشيخ صالح الفوزان من قبلهم كذب ، وإنما تريدون أن تشوهوا صورتهم عند الولاة وعند العامة ، حتى تسقطوا رموزهم ، وتؤلبوا القلوب عليهم ، ونحن نشهد الله تعالى أنهم مما قلتم أظهر براءة من براءه الذئب من دم يوسف عليه السلام ، ولكنها الحرب الدائرة بين أهل الحق وأهل الباطل ، وإن ما قلتموه في العلماء والمشايخ إنما هو دليل على فساد فهمكم وقلة أدبكم ، وأنكم لا تراعون في الدين جلب مصلحة ولادفع مفسدة ، ولا تراعون أن الأمة تمر بظروف صعبة يسعى الجميع فيها إلى تأليف القلوب ولم الشمل ، ولكنكم الحرب على الأمة ، وعلى مصالح الأمة ، كبرت كلمة تخرج من أفوهكم ، إن تقولوا إلا الفجور والكذب ، أنتم المفسدون على الحقيقة ، وإلا فلو تدبرتم حالكم لعلمتم أنكم لستم على شيء ، ألا فليشهد الثقلان أننا نحب علماء أهل السنة والجماعة ،وأن محبتهم قد تربعت على عروش قلوبنا ، وأن الكلام في أعراضهم وتتبع زلاتهم ممن لا خلاق له لا يزيدنا فيهم إلا محبة وثقة ، ولا يستطيع أحد أن يخرج محبتهم ولا احترامهم ولا تقديرهم ولا إجلالهم من قلوبنا ، فأربعوا على أنفسكم وأريحوها من عناء التعب ، فالعلماء سرج الأمة في الظلماء ، وهدايتها من ربقة العماية والجهل ، وهم ورثة الأنبياء ، وأما أنتم فلستم بشيء يذكر ، ونحن ندافع عن علمائنا بقلوبنا وألسنتنا وبكل ما نقدر عليه ، لأنهم بقية آثار النبوة ، فاحترامهم وتقديرهم وإجلالهم إجلال للعلم الذي يحملونه بين جنباتهم ، اللهم احفظ علماءنا من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، أللهم واكفهم شر الأشرار وكيد المعتدين الفجار ، اللهم ومن أرادهم بشر وسوء وفتنة فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره ، اللهم وارفع قدره علمائنا واغفر لهم المغفرة الكاملة واجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عنك يا أرحم الراحمين ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .... كتبه وليد السعيدان .