حكم الاحتفال والمشاركة فيما يسمى بعيد الحب |
حكم الاحتفال والمشاركة فيما يسمى بعيد الحب
الحمد لله وبعد :ــ فإن مما هو متقرر في الشرع أن الأصل في الأعياد التوقيف على الأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة ،ولا نعلم أن ثمة عيدا في الإسلام قد ثبتت به الأدلة إلا عيدين فقط ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ، وكلاهما أعياد الشرع ، وما عداهما من الأعياد البدعية المخترعة فكلها من الأمور المحدثة في الإسلام ، والمخترعة في الدين ، لا يجوز الاحتفال بها ولا حضورها ولا المشاركة فيها ، ولا الإعانة على إنجاحها ، ولا التهنئة بها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه ، ولمسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولأحمد " من صنع أمرا ليس عليه أمرنا فهو رد " والمتقرر في القواعد أن كل إحداث في الدين فهو رد ، والمتقرر أن كل بدعة في الدين فهي ضلالة ، والمتقرر أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن شر الأمور محدثاتها ، والمتقرر أن الأصل في العبادات التوقيف على الأدلة الصحيحة الصريحة ، ومن جملة الأعياد التي قد أحدثها المحدثون في الشرع ، ما يسمونه بعيد الحب ، وهو في الحقيقة عيد النذالة والفسق ، وعيد مخالفة الشرع ، وعيد البدعة والوثنية ، وعيد الكفر والضلالة ، فلا أصل له في الشرع المطهر ، بل هو عيد من لا يعرف الحب إلا في يوم من العام ، وعيد من لا خلاق له من الهدى والدين ، وعيد من لا شرع يحكمه ولا دليل يهديه للصراط المستقيم ، ولا حق لأحد أن يرخص فيه ولا أن يجيز للمسلمين إظهاره في ديار الإسلام ، والمتقرر أن من تشبه بقوم فهو منهم ، والمتقرر أن الواجب على المسلم مخالفة ما عليه الكفار فيما هو من عباداتهم وعاداتهم ، وقد أجمع علماء المسليمن على أن أعياد الكفار لا يجوز للمسلم شهودها ولا تهنئتهم بها ، ولا المشاركة فيها لا ببيع ولا شراء ولا غير ذلك ، وقد ألف في هذا الأمر أبو العباس مؤلفا خاصا أسماه ( اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم ) والخلاصة أنه قرر حرمة إقامة هذه الأعياد في بلاد المسلمين ، وأنها من شعار الكفار ومن عاداتهم الكفرية الوثنية ، والمسلم له في الشريعة شخصيته التي صاغها الإسلام ، فلا يجوز للمسلم أن يكون إمعة ، يقلد من هب ودب في كل أمر ، ولا يجوز للمسلم ابتذال دينه بمتابعة من لا خلاق له من الكفرة ، ولا يجوز لولي الأمر الترخيص في إقامة هذه الأعياد الكفرية في بلاد المسلمين ، ولا يجوز للمسلم تعظيم هذه الأعياد ولا النظر لها بعين الاعتبار ، ولا يجوز لأصحاب القنوات والإعلام أن ينشروا في وسائل إعلام المسليمن الدعوة إلى هذه الأعياد الكفرية لا بقول ولا بتحسين ولا بدعوة ولا بدلالة ولا بأي شيء ، فالله الله أيها المسلمون بالتمسك بعرى الإسلام ، فإنه لا عز لنا ولا فخر ولا نجاة إلا بالاعتصام بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهدي سلفنا الصالح ، فنحن أمة مجيدة لنا تاريخنا العاطر ، ومجدنا الزاهر ، ولنا وجودنا وقيمتنا ، فلا ينبغي أن نذل ديننا باتباع أهل الكفر في أعيادهم الكفرية ، الله الله أيها المسلمون بقيمكم وهدي نبيكم ومنهج سلفكم الطيب ، لا والله ، ثم لا والله ، إننا لا نرضى الدنية في ديننا ولا نرضى أن يؤتى الإسلام من قبلنا ، فنحن أمة قوية بدينها ، وعزيزة بربها ، والله مولى الذين آمنوا ، والكافرون لا مولى لهم ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
|