نداء لأهل القلوب الطيبة |
نداء لأهل القلوب الطيبة
الحمد لله وبعد :ــ فإن مما تتميز به دلمنا الحبيبة دماثة أخلاق أهلها ونبل طباعهم ، ومحبة بعضهم البعض ، ووفور التعاون على البر والتقوى بين أفرادها ومحبتهم للخير، والتفافهم حول قيادتهم ، ومحبتهم للعلم وأهله ، فصغيرهم يحنو على كبيرهم ، وغنيهم يرحم فقيرهم ، وصغيرهم يوقر كبيرهم ، قلوبهم صافية ، وأخلاقهم عالية ، وإنني في هذه العجالة أوصي إخواني من أهل الدلم أن يتلمسوا حاجة إخوانهم الفقراء ، وأن يفرجوا كربهم ويغيثوا لهفتهم بما يقدرون عليه من المال ، ولو باليسير ، فإن الله تعالى يضاعف ثواب الصدقة مع صدق النية وتحقق الإخلاص ، فالله الله يا أحبابي ، فإننا إنما ننصر ونسقى الغيث برحمتنا لإحبابنا الفقراء ،فكم بيننا في دلمنا الحبيبة من بيت فقير يحتاج إلى شفقة من تفضل الله عليه بالمال ، وكم من أرملة بيننا لا عائل لها بعد الله إلا عطفكم ، وكم من يتيم بيننا ينتظر منا نظرة الحنان ، وكم من بيت لا يجد أهله ما يسددون به فاتورة الكهرباء ، فيبقون في الظلام إلى أن تدركهم رحمة أحد من إخوانهم الأغنياء ، وقد وقفت على بعض البيوت ممن لا يسألون الناس الحافا ، وما كدت أصدق نفسي مما رأيته من شدة فقرهم وحاجتهم ، فيا أهل الخير والبذل الله الله في مثل هؤلاء المساكين المحتاجين ، لا بد من النظر لهم بعين الرأفة والحنان والشفقة ،وما أجمل من أن تخصص من دخلك شهريا ولو خمسين ريالا تغيث بها ملهوفا لا يجد لقمة العيش ، لا سيما مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ، ولا ننسى أن الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يفصل بين الناس ، وكل يوم جديد ينادي مناد من السماء ( اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا ) ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، وكل ذلك مما تعرفونه ، ولكن من باب ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) فالصدقة فيها طهرة للمال وللنفس ، وفيها تكافل المجتمع ، ولرب دعوة فقير فرجت عنه يدعوها لك تكون سببا لدخولك الجنة من حيث لا تدري ، وأهل الدلم ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء ، ولكن نريد أن نحافظ على هذه المزية الطيبة لأهل الدلم ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله على نبينا محمد .
|