القاعدة السادسة :- ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه . |
القاعدة السادسة :- ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه . وهذه القاعدة نص حديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه ولا ينزع من شيءٍ إلا شأنه , إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواه" وهو في الصحيح(1) ، وقال عليه الصلاة والسلام "من يحرم الرفق يحرم الخير" وهو في الصحيح وزاد أبو داود " يحرم الخير كله "(2) وقال الترمذي :- حدثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مملك ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير" قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.(3) وفي البزار قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ما كان الرفق في قوم إلا نفعهم ، ولا الخرق في قوم إلا ضرهم " ولأحمد " إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق "(4) ولابن حبان "ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار" قالوا بلى يا رسول الله قال " على كل هين لين قريب سهل "(1) والرفق من الصفات المهمة في الداعية بل هو من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الداعية ، وأما النزق والطيش والغضب والعجلة في اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام ، فإن هذا لا يجدي ولا ينفع ، بل ضرره أكبر من نفعه ، إن كان فيه نفع أصلا ونحن نعني بالرفق معناه الواسع ، ولا نقصد صورة من صوره فقط ، ونعني به في كل الأمور وليس في أمر دون أمر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما كان الرفق " فهو اسم جنس دخلت عليه الألف واللام فيفيد الاستغراق ، فهذا العموم يدخل فيه كل صور الرفق ، وقوله عليه الصلاة والسلام "في شيء" نكرة في سياق النفي ، وهو يفيد العموم كما تقرر في الأصول ، وهذا العموم في المواقف والأحوال فالرفق مطلوب بكل صوره ومختلف أشكاله ، في كل الأمور والأحوال ، ولا أضر على الداعية من فوات الرفق في أمور دعوته ، فالترفق والتأني والحلم وبعد النظر من أهم ما يطلب أن يتحلى به الداعية ، فعلى الآمر والداعية والعالم والموجه أن يكون أمره ودعوته وتوجيهه مبني على الرفق واللين ،لا على النزق والخرق والعنف والطيش ، فإن الدعوة إلى الله تعالى لا بد وأن يعرف فيها نبرة الشفقة على المدعو, ونبرة الرحمة والحرص الكامل عليه ، فالكلمة الحانية والنبرة المشفقة والموعظة الحسنة والتوجيه بالتي هي أحسن من أعظم طرق النجاح والقبول ، والله تعالى قد فطر النفوس على محبة الرفق والتأني وعلى ذلك فعلى الداعية إلى الله تعالى الابتعاد كل البعد عن ما يشين دعوته من التعجل والعنف والقسوة المؤدية إلى التنفير واطراح دعوته ، وردها وعدم قبولها ، قال تعالى ] فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [ فغلظ التعامل وجفاء القلوب والقسوة في الكلام والفظاظة في الدعوة سبب لردها وبغض الناس لهذا الداعية ، وانصرافهم عنه ، وعدم الاكتراث له ولدعوته ، قال الشيخ محمد رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين (ويُذكر - قديماً - أن رجلاً من أهل الحسبة- يعني من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر- مرّ على شخص يستخرج الماء من البئر على إبله عند أذان المغرب، وكان من عادة هؤلاء العمال أن يحدوا بالإبل ، يعني يُنشدون شعراً من أجل أن تخف الإبل ؛ لأن الإبل تطرب لنشيد الشعر، فجاء هذا الرجل ومعه غيره، وتكلم بكلام قبيح على العامل الذي كان متعباً من العمل وضاقت عليه نفسه فضرب الرجل بعصا طويلة متينة كانت معه- فشرد الرجل وذهب إلى المسجد والتقى بالشيخ- عالم من العلماء من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- وقال: إني فعلت كذا وكذا ، وإن الرجل ضربني بالعصا، فلما كان من اليوم الثاني ذهب الشيخ بنفسه إلى المكان قبل غروب الشمس، وتوضأ ووضع مشلحه على خشبه حول البئر، ثم أذن المغرب فوقف كأنه يريد أن يأخذ المشلح ، فقال له : يا فلان... يا أخي جزاك الله خيراً، أنت تطلب الخير في العمل هذا، وأنت على خير، لكن الآن أذن للمغرب، لو أنك تذهب وتصلي المغرب وترجع ما فاتك شيء، وقال له كلاماً هيناً، فقال له: جزاك الله خيراً، مرّ عليّ أمس رجل جلف قام ينتهرني، وقال لي كلاماً سيئاً أغضبني، وما ملكت نفسي حتى ضربته بالعصا، قال : الأمر لا يحتاج إلى ضرب، أنت عاقل ، ثم تكلم معه بكلام لين، فأسند العصا التي يضرب بها الإبل ثم ذهب يصلي بانقياد ورضا.وكان هذا لأن الأول عامله بالعنف، والثاني عامله بالرفق ) وأذكر أننا سافرنا إلى بلد من البلاد وزرنا مسجدا فيها وكان فيها رجل عنده بعض المخالفات في بعض الأذكار ، وقد حاول جماعة المسجد جاهدين على نصحه وتوجيهه ولكن دون جدوى ،والعلة أنهم كانوا يوبخونه في الحقيقة ، فقد كانت عباراتهم - على ما أخبرني هو- كانت حادة ومنفرة ، وما إن أخذته على جانب وأخبرته بالحق في هذه المسألة وبينت له أنه لا يريد بفعله إلا الخير ، وأنه لا حق لهم في توجيهه بالطريقة المنفرة ،إلا وسال قلبه بين يدي واستجاب ولله الحمد والمنة ، وأذكر أنني كنت في مسجد وبعد الصلاة قام رجل لإلقاء كلمة ، وكانت عن الصلاة وأهميتها ، وفي آخرها قال :- وأنا أعرف أن هناك رجالا في هذا المسجد يتخلفون عن الصلاة ، أعرفهم بأعيانهم ، ولا نريد أن نفضحهم ، ولكن إما أن يصلوا وإلا صرحنا بأسمائهم... إلخ ، ما قال ، وبعد الكلمة خرجت معه وبينت له أن كلمته طيبة ، وجراه الله خيرا ولكن لو أنه لم يقل كلامه الأخير لكانت الكلمة رائعة ، لأنه لا داعي للتوبيخ والتهديد والوعيد والزجر فكلما كان الداعية أبعد عن التصريح بالأسماء واتهام الذوات كلما كانت دعوته أنفع وأقرب للقبول فالمتخلف عن الصلاة عرف الأمر ووصلته الدعوة فما الداعي إلى التهديد والزجر والوعيد ، فهذا قد ينسف الكلام الأول ويقلب المسألة إلى تحدي ، وندخل في متاهات نحن في غنى عنها ، فإن بعض الدعاة صار من جملة المنفرين عن الدعوة وهو لا يشعر ، وفي هذا المجال ما رأت عيني من أهل العلم المعاصرين في رفقه على المخالفين كسماحة الشيخ عبدالعزيز رحمه الله تعالى ، ولذلك كانت القلوب لكلامه مصغية ومنفتحة ، والصدور لتوجيهه قابلة ومنشرحة ، والكل فيه خير ورفق ، ولكن الشيخ عبدالعزيز رحمه الله تعالى ضرب أروع المثل في هذا الصدد ، فالرفق في الدعوة مطلب أساسي في نجاحها ولعظمة الرفق وأهميته فقد تسمى الله تعالى به ، فإن من أسمائه الرفيق ، ومن صفاته الرفق ، وصور رفقه جل وعلا بعباده لا تحصر ، فالرفق زين الدعوة وجمالها ، ورونقها وبهاؤها ، وهو ينم عن كبير نفس الداعية وحسن أخلاقه ودماثة طبعه ، وطيب معدنه ، وكمال رحمته وشفقته على إخوانه المدعوين ، وأنا أرى والله تعالى أعلم أن الرفق يختلف باختلاف وفور العلم ، فكلما اتسع العلم كلما كان الرفق أكمل والرحمة أعم وأشمل ، ويدخل في هذا عدة أمور :- الأول :- الترفق على المدعوين في إلقاء الدعوة عليهم ، واختيار أحسن الكلمات التي تفوح بروائح الرحمة والعطف عليهم ، واختيار أحسن الطرق التي تحبها النفوس وتتعشقها الأرواح في الطرح الدعوي. الثاني :- البعد كل البعد عن العبارات الجارحة ، والألفاظ النابية ، والأساليب التي تكسر النفوس وتجرح الذوات . الثالث :- الصبر على ما قد يصدر من المدعوين من التكذيب والسخرية وسوء الفعال والمقال ، والترفق بهم ، وعدم مقابلة السيئة بمثلها ما استطاع الداعية إلى ذلك سبيلا ، بل الداعية يطلب منه مقابلة السيئة بالحسنة والجهل بالحلم والصبر ووفور العلم والحكمة . الرابع :- الترفق في التعليم ، وأن يبدأ بصغار العلم قبل كباره مراعيا في ذلك حالة طلابه وأوقاتهم الخامس :- عدم إقحامهم في أمور هي أكبر من قدراتهم الجسدية أو العقلية . السادس :- الحرص على لين الجانب وخفض الجناح للمدعوين ، ومحاولة كسر الحواجز التي تمنع من كمال الانتفاع بالداعية ، فإن بعض الدعاة يفرض على شخصيته أمورا من الهيبة المصطنعة وهالة من التخويف والذعر حتى يبقى المدعو يحسب له ألف حساب قبل الاستفادة منه في فتوى أو استشارة وهذا ليس كما ينبغي ، فقد كانت الجارية تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم وينقاد معها حتى يقضي حاجتها ، فالأمر أيسر من ذلك ، والمراد إنما هو هيبة الحب والاحترام والتقدير ، لا هيبة الخوف والذعر والتسلط ،والله المستعان . السابع :- تحديث الناس بما يعرفون ويفقهون وتحتمله عقولهم ، وهذا سيأتي له قاعدة خاصة . الثامن :- الترفق مع المخالف لك في بيان الحق بالدليل والحرص على تفهيمه الحق بالطريق المحبب والبعد عن عبارات اتهام الذوات والتقبيح الذي ينفر القلوب ، والتجريح الذي يبعد النفوس عن قبول الحق . التاسع :- الترفق على أصحاب الحاجات ، وإعانتهم بلا ملل ولا ضجر . العاشر :- الترفق على السائلين ، ممن يريد الفتوى والتعلم ، فإن من حرص على سؤال أهل العلم فإن حقه أن يكرم ويعان ، لا أن يساء له ويهان ، حتى وإن كرر سؤاله فأعد له الجواب ، بالرفق والهوينا، مع تبسيط الإجابة ، وضرب الأمثلة ، والحرص على التفهيم ، حتى يتحقق المقصود من تعليمه ، والله أعلم. الحادي عشر :- نقول إلى كل من ولي أمر المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة كن رفيقا بمن هم تحت مسئوليتك فقد قال صلى الله عليه وسلم " اللهم من ولي من أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "(1) فكن معينا لهم على قضاء حوائجهم ، وإياك أن تماطل بهم أو تسعى للإضرار بهم فإن الله سائلك عن ذلك فإن أحسنت أحسن الله إليك و إن أسأت جازاك الله على إساءتك بما تستحق وكنت مذموما في الدنيا والآخرة . وفي الختام أحب أن أذكر جملا من صور رفق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ، فإنه خير من نترسم خطاه في الدعوة والعمل والتعبد ، فأقول :- منها :- في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :- بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إِذْ جاء أعرابيّ ، فقام يبولُ في المسجد ، فقال أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَهْ ، مَهْ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تُزْرِمُوه ، دَعُوه » فتركوه حتى بالَ ، ثم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه ، فقال له « إِنَّ هذه المساجدَ لا تصلحُ لشيء من هذا البول والقَذَرِ ، إِنما هي لِذِكْرِ الله ، والصلاةِ ، وقراءةِ القرآن » أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : وأمر رجلا من القوم ، فجاء بِدَلْو من ماء ، فَسنَّه عليه . متفق عليه(2) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ أعْرَابيّا دخلَ المسجدَ ورسول الله صلى الله عليه وسلم جَالِس ، فصلَّى ركعتين ثم قال : اللَّهُمَّ ارْحمني ومحمدا ، ولا ترحمْ معنا أحدا ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم « لقد تَحَجَّرْتَ وَاسِعا » ثم لم يَلْبَثْ أن بالَ في ناحية المسجد ، فأسْرَعَ إِليه النَّاسُ ، فنهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال « إِنما بُعِثْتُم مُيَسِّرِينَ ، ولم تُبْعَثُوا مُعسِّرِينَ ، صُبُّوا عليه سَجْلا من ماء ، أو قال : ذَنُوبا من ماء» رواه البخاري (1)، وهذا من أروع صور الرفق . ومنها :- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في المسجد يُحدّثنا ، فإِذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دَخَلَ بعضَ بيوت أزواجه ، فحدّثَنا يوما ، فقمنا حين قام ،فنظرنا إِلى أعرابي قد أدركه فَجَبَذَه بردائه ، فحمرّ رقَبته ، وكان رِداء خشنا فالتفت إِليه. فقال الأعرابي : احملني على بعيريَّ هذين ، فإنك لا تحملني من مالك ، ولا من مال أبيك ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « لا ، وأستغفرُ الله ، لا ، وأستغفر الله ، لا ، وأستغفر الله ، لا أحملك حتى تُقِيدَني من جَبْذَتِكَ التي جبذتني » فكل ذلك يقول الأعرابي : والله لا أقيدكها - فذكر الحديث - قال ثم دعا رجلا. فقال له « احمل له بعيريه هذين ، على بعير شعيرا ، وعلى الآخر تمرا » ثم التفت إِلينا فقال « انْصَرِفُوا على بركة الله عز وجل ». أخرجه أبو داود. وعند النسائي مثله إِلى قوله : لا أقيدكها ثم قال : فقال ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يقول : لا والله لا أُقيدك ، فلما سمعنا قول الأعرابي ، أقبلنا إِيه سِرَاعا، فالتفتَ إِلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال « عزمتُ على مَنْ سَمِعَ كلامي أن لا يبرح مقامه حتى آذَنَ له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من القوم : يا فلان ، احمل له على بعير شعيرا ، وعلى بعير تمرا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « انصرفوا»(2) . ومنها :- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، أنا والزبيرَ والمقدادَ ، فقال « انطلقوا حتى تأتوا رَوْضةَ خَاخ ، فإِن بها ظَعينة معها كتاب ، فخذوه منها » فانطلقنا تتعادى بنا خيلُنا حتى أَتينا الرَّوضة ، فإذا نحن بالظَّعينةِ ، فقلنا: أَخرجي الكتاب. قالت: ما معي من كتاب ، فقلنا : لتُخْرِجنَّ الكتابَ أو لتُلْقِيَنَّ الثيابَ ، فأخرجتْهُ من عِقاصها، قال : فأتينا به النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه : من حاطبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ إِلى ناس من المشركين من أهلِ مكةَ ، يخبرُهُم ببعض أمرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « يا حاطبُ ، ما هذا؟ » فقال : يا رسول الله ، لا تعجَلْ عليَّ ، إِني كنتُ امرءا مُلْصَقا في قريش ، ولم أكنْ من أنْفُسهم فكان من مَعَكَ من المهاجرين لهم قرابة يَحْمُون بها أموالهم وأهليهم بمكةَ، فأحْبَبْتُ - إِذْ فاتني ذلك من النسب فيهم - أن أتَّخِذَ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلتُ كفرا ، ولا ارتدادا عن ديني ، ولا رضى بالكفر بعد الإِسلام. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّهُ قَد صَدَقَكم » فقال عمرُ : دعني يا رسول الله أضربْ عُنُق هذا المنافق. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « إِنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله اطَّلعَ على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم ، فقد غفرتُ لكم » قال : فأنزل الله عز وجل ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [(1) . (1) رواه مسلم رقم (2593) في البر والصلة : باب فضل الرفق ، وأبو داود رقم (2478) في الجهاد ، باب ما جاء في الهجرة ورقم (4808) في الأدب ، باب في الرفق . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم وأخرجه ابن أبي شيبة 8/510، وهنَّاد في "الزهد" (1431) ، ومسلم (2592) (75) ، وأبو داود (4809) والبخاري في "الأدب المفرد" (463) وغيرهم . (3) أخرجه الترمذي في البر ، باب ما جاء في الرفق وأحمد (6/451) وعبد بن حميد (214) قال : حدثني ابن أبي شيبة. والبخاري في «الأدب المفرد» (464) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. والترمذي (2002 و2013) قال : حدثنا ابن أبي عمر. خمستهم عن سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مملك ، عن أم الدرداء ، فذكرته. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. (4) أخرجه البزار (1965) و أورده الهيثمي في "المجمع" 8/19، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح , والرواية الأخرى أخرجها أحمد في المسند ( 40/ 24427 ) والبخاري في الأدب الكبير (1/416 ) وغيرهم مع الاختلاف في الإسناد على هشام بن عروة . (1) أخرجه الترمذي (4/654، رقم 2488) وقال: حسن غريب. والطبراني (10/231، رقم 10562) ، وابن حبان (2/216، رقم 470) . وأخرجه أيضًا: هناد (2/596، رقم 1263) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم ، أخرجه مسلم (1828) ، والإمام أحمد في "المسند" (26199) والبيهقي في "السنن" 9/43 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وأخرجه مطولاً ابن زنجويه في "الأموال" (5) وأبو عوانة 4/413-414، والطبراني في "الأوسط" (9445) من طريقين عن جرير بن حازم . (2) حديث صحيح , رواه البخاري 1/278 في الوضوء , باب ترك النبي صلى الله عليه وسلم والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد وباب صب الماء على البول في المسجد وفي الأدب ، باب الرفق في الأمر كله ، ومسلم رقم (284) في الطهارة ، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات ، والنسائي 1 / 48 في الطهارة ، باب ترك التوقيت في الماء . (1) حديث صحيح , رواه البخاري 1 / 278 و 279 في الوضوء ، باب صب الماء على البول في المسجد ، وأبو داود رقم (380) في الطهارة ، باب الأرض يصيبها البول ، والترمذي رقم (147) في الطهارة ، باب ما جاء في البول يصيب الأرض ، والنسائي 1 / 48 و 49 في الطهارة ، باب ترك التوقيت في الماء . (2) رواه أبو داود رقم (4775) في الأدب ، باب في الحلم ، والنسائي 8 / 33 و 34 في القسامة ، باب القود في الجبذة ، وفي سنده هلال بن أبي هلال المدني مولى بني كعب ، قال الذهبي : لا يعرف . (1) رواه البخاري 7 / 400 في المغازي ، باب فتح مكة ، وباب فضل من شهد بدراً ، وفي الجهاد ، باب الجاسوس ، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن ، وفي تفسير سورة الممتحنة في فاتحتها ، وفي الاستئذان ، باب من نظر في كتاب من يحذر من المسلمين ليستبين أمره ، وفي استتابة المرتدين ، باب ما جاء في المتأولين ، ومسلم رقم (2494) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة ، وأبو داود رقم (2650) و (2651) في الجهاد ، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً ، والترمذي رقم (3302) في تفسير القرآن ، باب ومن سورة الممتحنة .
|