القاعدة التاسعة والأربعون :- المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم . |
القاعدة التاسعة والأربعون :- المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم . أقول :- عَنِ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اَلْمُؤْمِنُ اَلَّذِي يُخَالِطُ اَلنَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ اَلَّذِي لَا يُخَالِطُ اَلنَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ " أَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ . فإن مخالطة الناس لا بد وأن يكون فيها بعض الشقاء والعناء ، ولا بد وأن يكون فيها بعض النكد والضيق ، ولكن على المؤمن عموما والداعية على وجه الخصوص أن يصبر على الناس وعلى ما يصدر منهم عليه من أذى ، وأن يحتسب الأجر في ذلك ، وأن ينظر دائما إلى الناس بعين الرأفة والرحمة ، فإن الناس محتاجون إلى الداعية والعالم أشد من حاجتهم للطعام والشراب ، والأذى منهم لا بد وأن يكون على العالم والداعية ، ولا مخرج من هذا إلا بالصبر والتغاضي والحلم واحتساب الأجر ، ولا حق للداعية أن يترك الناس ويهجرهم انتصارا لنفسه ، ولا أن يتبرم من حالهم ولا يخلص في النصح لهم ، فإن تلك الأفعال مجانبة للحكمة والهدى ، ولا يتصور الداعية في يوم من الأيام أن الأمور ستصفى له الصفاء الكامل ، بل عليه أن يوطن نفسه على أن الأمور فيها من التعقيد والكبد ما فيها وإن أحب الخلق إلى الله تعالى هم الرسل والأنبياء ، ومع ذلك فقد عانوا من أممهم الأمرين ، ولاقوا في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ما لا يوصف ، من الأذى القولي والفعلي والطرد والإهانة والقتل ، ومع ذلك فلا يزال الأنبياء على دعوتهم والصبر عليهم ، ألا ترى أن الله تعالى عاتب نبيه يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما ذهب مغاضبا مغتاظا من قومه ، فقال تعالى ] وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [ فالأمر ليس باختيار الداعية أن يترك القوم وحالهم ، بل الصبر على الناس وتحمل الأذى الصادر منهم من الأمور الواجبة التي لا مناص عن حملها والقيام بها ، والعاقبة للمتقين ، وإنما هو ابتلاء وامتحان يجريه الله تعالى على الدعاة والعلماء ليميز الصادق الصابر المحتسب من النزق المتعجل الطائش ، واعلم أيها الداعية الموفق أن العواقب من الصبر والحلم والتغاضي ستكون أحلى وأحلى وأحلى من الشهد، والنبي صلى الله عليه وسلم خالط الناس في دعوته بالاحتساب والصبر والحلم والأناة ولم يخالطهم بالفظاظة والغلظة والقسوة والغضب وصدق الله ] وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [ ومقابلة السيئة بالحسنة من أبدع الأخلاق وأحبها إلى الله تعالى قال تعالى ]وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[ وقال تعالى ] فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ وقال تعالى ] خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [ إنها معالم نورانية للسالكين وبراهين ربانية لشحذ همم السائرين ترشدهم إلى الخلق الذي يستوعبون به الناس لينقلوهم من ضيق النفوس إلى سعة القلوب والصدور , وإن من أحوج الناس لتلمس تلك الدلالات والمعاني الذين يتصدرون لدعوة الناس ، وحياته صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة دليل الصدق على سمو نفسه عليه الصلاة والسلام فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته . ثم قال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر له بعطاء .موقف رهيب ، وحلم عجيب ، وبهاء وروعة ، وسمو وتواضع ، مصدره إيمان وحلم يزين جبين الرحمة المهداة والمنة المسداة لهذه البشرية الحائرة التي كانت قبل محمد صلى الله عليه وسلم لا تعرف ما معنى الرحمة ولا ما معنى الخلق .بالله عليكم يا أحبابنا لو كانت هذه المعاني مستحضرة في واقعنا وواقع تعاملنا مع عباد الله عز وجل كيف سيكون حال دعوتنا ؟ كيف لو استحضر المعلم هذا المعنى مع طلابه ورواد درسه؟ وكيف لو استحضرت المعلمة ذلك مع طالباتها ؟ وكيف لو تأمل الداعية والمربي والشيخ والعالم في هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم وتمثله أصحاب الرسالات والدعوات في حياتهم ، كيف سيكون حال الناس ؟ إن الشعور النبوي الكريم والشفقة على الخلق قد فاضت حتى انطبعت في قلوب اتباعه وأصحابه حبا وتضحية يفوق وصف الواصفين وقبولا ماله نظير وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو الرحمة التي أنقذ الله بها البشرية من غول التيه والحيرة , يا معشر الدعاة يا معشر المربين يا معشر العلماء والفضلاء والنبلاء الحلم الحلم فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فلتسعوهم بأخلاقكم , وانظر كيف تعامل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع من بال في مسجده الذي بناه هو وأصحابه وتعبوا في بنائه ، ثم يأتي هذا الأعرابي ويبول فيه ، والله ما زجره ولا نهره ، ولكن منع الناس من ضربه والتعدي عليه ، وعلمه أحسن التعليم بأن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من هذا الأذى ولا القذر وإنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ، وانظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو يقف موقف العز في فتح مكة ، ويقف من آذوه وطردوه وأتعبوه وعذبوا أصحابه وساموهم سوء العذاب موقف الذل والمهانة ، ينتظرون حكمه فيهم ، ومع ذلك جاشت فيه نفس الشفقة والعطف والحنان ، ونسي ما كان منهم ، واحتسب أجره على الله تعالى ، وقدم مبدأ العفو عند المقدرة ، وقال " اذهبوا فأنتم الطلقاء " فالداعية لا ينتصر لنفسه عند مقدرته على من آذاه ، وإنما هو العفو والصفح ، وكما قال تعالى عن يوسف لأخوته ] لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [ إنه ليس العفو فقط ، بل الدعاء لمن أخطأ وتجاوز في العدوان ، تالله إنها لنفوس عجيبة فليست العزلة عن الناس تخلصا من أذاهم هي الحل ، بل الحل هو المخالطة لهم مع كمال الصبر عليهم واحتساب الأجر في ذلك ، ولا ينبغي ترك الساحة لأهل الأهواء والشهوات يلعبون في دين الناس والدعاة بمعزل عن واقع الحياة ، بل لا بد من المزاحمة ونشر النور ودعوة الناس إلى الحق مهما بلغت الحال من السوء وغلظ الحال ، فالعاقبة للمتقين ، فأنت أيها الداعية المبارك كالطبيب المعالج الذي يتعامل مع طبائع وشخصيات متفاوتة متباينة، فإن لم يكن لديه الصبر الكافي، سئم وترك مريضه عرضة للهلاك، وعلاجك للواقع أيها الداعية ليس يوما وينتهي، بل فترة من الزمن غير قصيرة، تجتث فيها خبائث الصفات، وتربي فضائل الأخلاق ، ولا نبقى في دائرة اتهام المجتمع بالفساد والانحلال ونحن في معزل عن السعي في إصلاحه ونشر الحق فيه ، ولم يأت زمن العزلة بعد ، بل المجتمع لا يزال يقبل الصلاح والإصلاح ، والخير في الأمة كثير ولله الحمد ، والشر وإن كان له دولة ، ولكنه كالزبد سيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فإنه يمكث في الأرض ، والأيام دول ، ولا يبقى إلا ما أريد به وجه الله تعالى فالاحتساب في معايشة الناس، ومعرفة واقعهم أمر مهم جدا للداعية ، إذ إن من عوامل نجاح الداعية الذي ينشد إصلاح الناس، أن يكون عالماً بأحوالهم، مدركاً لمشكلاتهم. ومن الأمور المتقررة عند أهل المعرفة أنه لا يستطيع العمل على تغيير واقع الناس وانتشالهم من الضلال إلى الهدى، ومن البدعة إلى السنَّة، بصورة صحيحة مؤثرة، إلا من عاشرهم، وداخلهم، وعرف أحوالهم؛ ولذا على الداعية وطالب العلم أن يستشعر الخيرية ، التي جاءت في قول النبي صلى الله عليه وسلم " المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " ومذهب جماهير السلف تفضيل الاختلاط بالناس، في الأحوال الطبيعية التي لا يلحق المسلم فيها ضرر في دينه، على اعتزالهم والبعاد عنهم، ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: خالطوا الناس وزايلوهم وصافحوهم ودينكم لا تَكْلِمُونه. وقال عمر رضي الله عنه: خالطوا الناس بما يحبون، وزايلوهم بأعمالكم، وجِدُّوا مع العامة. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم؛ فإن لامرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب. وفي هذه الآثار المذكورات عن عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم بيان للمنهج الشرعي في هذه القضية، وهو مخالطة الناس ومخالفتهم مع مزايلتهم ومخالفتهم، وليس بين الأمرين تعارض؛ إذ الأمر كما توضحه هذه الآثار والآثار الأخرى يراد به مخالطتهم بالأجسام، ومزايلتهم بالأعمال، مع المحافظة التامة على الدين، أن يصاب بضرر بسبب هذه المخالطة. ويحسن التنبيه هنا إلى أن أهل العلم لا يقصدون بذلك أن يختلط العالم والداعية بالناس اختلاطاً طاغياً على شؤونه وأموره الأخرى، بل هم مجتمعون على أن القدر الذي يطالب به من الخلطة، لا بد أن يكون معتدلاً في الجملة، ثم هو يتفاوت بعد ذلك بحسب المصلحة , والمهم أنه لا بد من مخالطة الناس والصبر عليهم ، فليس المطلوب أن يلقي الداعية كلماته ثم يمضي لا يشارك الناس أحزانهم وأفراحهم، إنما المطلوب أن يخالطهم وينفذ إلى قلوبهم بحسن الكلام والبشاشة والنجدة لكل ملهوف، فذلك يقبل بقلوبهم إليه، فيمكن تغيير أحوالهم , والمجتمع ليس على صفة واحدة ، ففيهم العالم والجاهل والغني والفقير والخفيف والثقيل والغبي والذكي والمصلح والمفسد والمعاند والمنقاد، وصاحب الشهوة والهوى وصاحب الشبهة والبدعة ، والمجادل بالباطل ، إلى غير ذلك من أصناف المجتمع ، فعلى الداعية أن يعرف هذه الحقيقة ، وأن يبدأ في العلاج بقوة ونظر ثاقب وحكمة بالغة وتأن ورفق وحلم وصبر ، وعدم استعجال للنتائج ، وليست السلامة من الناس هي عين العافية ، بل مخالطتهم والصبر عليهم واحتساب الأجر فيهم هو العافية ، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن المخالطة إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها، وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان منهي عنها وذكر أن العبد لا بد له من انفراد بنفسه : في دعائه، وذكره، وصلاة النافلة، ومحاسبة نفسه، وإصلاح قلبه، ومما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره فينبغي للداعية أن يراعي هذه الضوابط، ويعمل بالأصلح المشروع ، فإن قلت : وكيف نجمع بين حديث الآمر بمخالطة الناس وأن مخالطتهم مع الصبر على أذاهم خير من عدمها مع حديث : جَاءَ أَعْرَابِيّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ يَا رَسولَ اللهِ أَيّ النَّاسِ خَيْر ؟ قَالَ " رَجل جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجل فِي شِعْبٍ منَ الشِّعَابِ يَعْبد رَبَّه وَيَدَع النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ " ؟ فأقول : هذا عند أهل العلم محمول على وقت الفتن ووقت الحروب، أما مع الأمن فالمؤمن مع المؤمنين أفضل ، مع التعاون على البر والتقوى والحذر من الفتن ، قال الإمام النووي رحمه الله (وأجاب الجمهور عن هذا الحديث بأنه محمول على الاعتزال في زمن الفتن، والحروب، أو هو فيمن لا يسلم الناس منه، ولا يصبر عليهم، أو نحو ذلك من الخصوص، وكانت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وجماهير الصحابة والتابعين، والعلماء، والزهاد مختلطين فيحصِّلون منافع الاختلاط : كشهود الجمعة، والجماعة، والجنائز، وعيادة المرضى، وحلق الذكر، وغير ذلك) فينبغي للداعية أن يراعي هذه الضوابط، ويعمل بالأصلح المشروع، ويتذكر ما جاء في الحديث " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " فإذا كان لا بد من العزلة لأجل الفتن المضلة اعتزل الناس ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " يأتي على الناس زمان خير مال الرجل المسلم الغنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر, يفرّ بدينه من الفتن " وإذا كان الأمر ليس كذلك فمخالطة الناس ودعوتهم إلى الخير خير وأفضل وأعظم من العزلة ، والله المستعان .قال الشيخ عبدالكريم في أصول الدعوة ( الدعوة إلى الله من وجائب الإسلام ومن وسائلها مخالطة الناس فتكون المخالطة واجبة لأن ما لا يؤدي الواجب إلا به فهو واجب، والواقع أن طبيعة الإسلام تقتضي المخالطة فالإسلام ليس معنى خاصاً بالفرد بل هو أيضاً عمل المسلم خارج نفسه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن أكرمه الله بالنبوة وأمره بالتبليغ عاش مع الناس وخالطهم وغشي مجالسهم يدعوهم إلى الله ويحذرهم مما هم فيه وكذلك فعل أصحابه الكرام خالطوا الناس وبثوا فيهم ما تعلموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم والدين , وما روي عن بعض التابعين من استحباب العزلة وكراهية المخالطة فهو أمر يتعلق بأحوال طارئة وظروف استثنائية فليس ما ذكروه هو القاعدة التي يستهدي بها المسلمون من بعدهم لأن وجوب الدعوة إلى الله أمر ثابت في الشرع، والمخالطة هي المقدمة إلى الدعوة. فلا يمكن التخلي عنها , بل إن هذا الوجوب أصبح أشد في زماننا من أي زمان مضى، لما غشي البشر من غاشية رهيبة قاسية من المادية الصماء السوداء التي حجبت عنهم أنوار الحق وقطعت صلاتهم بالله عز وجل مما جعل لزاماً على كل مسلم أن يسهم في الدعوة إلى الله بقدر طاقته وبأي نوع من أنواع القدرة يستطيعه وهذا يستلزم مخالطة الناس ليدعوهم إلى الله , والمخالطة الواجبة هي ما كانت ضرورية لإعمال الدعوة إلى الله تعالى أو أداء فروض الإسلام الأخرى ، فإذا خلت من هذا المقصود ، زالت عنها صفة الوجوب وصارت مباحة أو مكروهة أو حراماً ، فالمباحة كالمخالطة لغرض تحصيل مباح دنيوي والمكروهة إذا فوتت على الداعي فائدة أخروية إذا حمّلته إثما. وعلى هذا فان المأمول من الداعي أن تكون مخالطته كلها بدافع من الدعوة إلى الله، فإذا زار شخصاً أو تعارف معه أو صادقه أو رافقه أو آخاه أو غشي مجلساً أو تكلم في جمع فانه يصدر عن رغبة في الدعوة إلى الله أو بالإعداد والتهيئة لها ) والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . |