أسماء الله تعالـى تدل على صفاته دلالة مطابقة وتضمنٍ والتزام

أسماء الله تعالـى تدل على صفاته دلالة مطابقة وتضمنٍ والتزام

 

اعلم رحمك الله تعالى ، أن الألفاظ لها ثلاث دلالات من حيث دلالتها على المعنى :

الأولى : دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على كل معناه ، كدلالة لفظ زيد على ذاته وصفاته فإن كلمة زيد تدل عليها دلالة مطابقة ، وكدلالة لفظ البيت على الجدران والأرض والسقف وما يحويه وكدلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته .

والثانية : دلالة التضمن وهي دلالة اللفظ على بعض معناه ، كدلالة لفظ زيد على الذات وحدها أو الصفات وحدها ، وكدلالة لفظ البيت على الجدران وحدها أو السقف وحده ، وكدلالة أسماء الله تعالى على الذات وحدها أو الصفات وحدها .

والثالثة : دلالة الالتزام وهو دلالة اللفظ على لازم معناه كدلالة لفظ زيد على أن له أبًا إذ من لوازم وجوده أبوه وكذلك أمه ، وكدلالة لفظ البيت على بانيه إذ من لوازم البيت أن يكون له بانٍ بناه ، وكدلالة أسماء الله تعالى على بعضٍ كدلالة اسم الخالق على صفة الحياة إذ من لوازم الخلق أن يكون الخالق حيًا لأن الميت لا يخلق ، وكدلالة اسمه الحكيم على صفة العلم لأن من لوازم الحكمة أن يكون الحكيم عالـمًا وهكذا ، إذا علم هذا فاعلم أننا نقدر أن نثبت لله تعالى صفات الكمال بمجرد صفة واحدة تضمنًا والتزامًا وبيان ذلك أن يقال :

قد تقرر عندنا أن ما من اسم من أسماء الله تعالى إلا ويتضمن صفة من صفاته ، وهذه تعتبر قاعدة عند أهل السنة والجماعة يردون بها على المعتزلة الذين يقولون إن أسماء الله تعالى أعلام محضة لا تتضمن أي صفة فيقولون عليم بلا علم وقدير بلا قدرة وهكذا ، فأسماء الله تعالى تدل عليه بدلالة المطابقة فاسمه الله يدل على ذاته وعلى صفاته دلالة مطابقة ويدل على الذات وحدها أو الصفات وحدها دلالة تضمنٍ ويدل على جميع بقية صفات الكمال ونعوت الجلال دلالة التزام لأن الله هو المألوه المعبود ومن لوازم المعبود أن يتصف بصفات الكمال ، ولذلك قال بعض السلف : إن هذا الاسم هو أبو الأسماء وما عدا ذلك فإنه يجري مجرى الصفات له وكذلك اسمه المهيمن يدل على الذات والصفات دلالة مطابقة ويدل على الذات وحدها وعلى الصفات وحدها دلالة تضمنٍ ويدل على صفة القوة والجبروت والقدرة والحياة والعلم دلالة التزام ، ومن ذلك اسمه جل وعلا الحكيم فإنه يدل على الذات وعلى صفة الحكمة دلالة مطابقة ويدل على الذات وحدها والحكمة وحدها دلالة تضمن ويدل على صفة العلم والحياة والسمع وغيرها دلالة التزام ، ومن ذلك اسمه الحي فهو يدل على الذات وعلى صفة الحياة دلالة مطابقة ويدل على الذات وحدها وصفة الحياة وحدها دلالة تضمن ويدل على باقي صفات الكمال دلالة التزام لأن حياة الله حياة كاملة من كل وجه لا يعتريه نقص   بوجه ، والخلاصة من هذه القاعدة أننا نقدر أن نثبت من اسمٍ واحدٍ من أسماء الله تعالى أكثر من صفة كمال ، ولكن ذلك لمن وفقه الله تعالى لفهم هذه القاعدة فهمًا مستقيمًا ، قال الناظم :

لا تحصر الأسماء في عددٍ وقد            دلت على الأوصاف للرحمن

بتطابـقٍ وتضمـنٍ وتـلازمٍ           فاجن الثمار براحة وأمـان

 والله تعالى أعلى وأعلم .

جميع الحقوق محفوظة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان