أسماء الله تعالـى لا تحصر بعددٍ معينٍ

 

القاعدة السابعة عشرة

أسماء الله تعالـى لا تحصر بعددٍ معينٍ

 

هذا ما نطق به أهل السنة والجماعة من أننا لا نعلم من أسماء الله تعالى إلا ما أخبرنا به فقط لكن هناك أسماءً قد استأثر الله تعالى بها في علم الغيب عنده ويدل على ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب : (( اللهم إني أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ومنار صدورنا . . . )) الحديث ، والشاهد في قوله ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) فهناك أسماءً قد استأثر الله تعالى بها في علم الغيب عنده لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى والواجب علينا تجاه هذه الأسماء أن نؤمن بها إيمانًا مجملاً ونكلها إلى الله تعالى ، فإن قلت : كيف نجمع بين ما قلت وبين قول النبي - e - : (( إن لله تعالى تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة )) . فأقول : إن هذا إنما يدل على حصول هذا الثواب لمن أحصاها ونحن لسنا في هذا وإنما نقول إن هناك أسماءً غير ما ذُكِر في الكتاب والسنة ، أما هذا الثواب فإنه حاصل لمن أحصى من أسمائه تسعةً وتسعين لكن هذا لا ينافي أن يكون لله تعالى أسماءً غير هذه التي وردت الحديث بفضل إحصائها ، بدليل ما ذكرنا من الحديث وهو صحيح ، وكقول القائل :إن عندي مائة درهم أعدتتها للصدقة فإن هذا لا ينافي أن يكون عنده أكثر من ذلك ولله المثل الأعلى ، ومعنى إحصائها أي حفظها والإيمان بها واعتقادها والعمل بمقتضاها ، واعلم أنه لا يمكن معرفة هذه الأسماء التي استأثر الله تعالى بها في علم الغيب عنده لانقطاع الوحي . وفي ذلك قال الناظم :

لا تحصر الأسماء في عدد وقد           دلت على الأوصاف للرحمن

بتطابـق وتضمـن وتـلازم         فاجن الثمار براحـة وأمـان

 نسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة أهل السنة والجماعة وأن يثبتنا على اعتقادهم وأن يغفر لنا ما قد أخطأنا فيها وأن يهدينا سبل الرشاد وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور إنه هو خير مسئول وهو الهادي والموفق إلى الصراط المستقيم ، والله تعالى أعلى وأعلم .

جميع الحقوق محفوظة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان