القاعدة الثامنة عشرة
أسماء الله تعالـى وصفاته مبناها على التوقيف
وذلك لأنه قد تقدم لنا سابقًا أن أسماء الله تعالى وصفاته من باب الغيب وكل ما كان من باب الغيب فهو على التوقيف أي موقوفٌ على الدليل الشرعي الصحيح فإن ثبت الدليل أثبتناه وإن لا فلا ، وذلك أن العقول لا مدخل لها في باب الغيب ، ولأن العقول تقصر عن معرفة ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات وما لا يجوز له ، فلا تسم الله تعالى أو تصفه إلا بما سمى ووصف به نفسه الكريمة واحذر من التخبط في درك الإلحاد في أسماء الله تعالى فإن من الإلحاد في أسمائه أن يسمى بغير ما سمى به نفسه كما فعل الفلاسفة الضالون الذين سموه بأنه العلة الفاعلة أو العقل الفعال أو صاحب الفيوضات ، وكما سمته النصارى بالأب وبثالث ثلاثـة كل ذلك مما لا يجوز ومن الإلحاد في أسماء الله تعالى ، ومن ذلك تسميته بالدهر وبالقديم ، فالدهر ليس من أسماء الله تعالى ولا من صفاته ونسبة الدهر لله تعالى في الحديث إنما هي نسبة ملك وتقليبٍ وتصريف لا نسبة تسمية بدليل أنه قال فيه (( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )) والليل والنهار هو الدهر فلو كان الدهر هو الله فكيف يكون المقلِب هو عين المقلَّب ، وأما القديم فإنه ليس من أسماء الله تعالى لأمرين :
أولاً : لأن أسماء الله تعالى كلها حسنى والقديم ليس فيه حسن لأنه يتضمن صفة القدم وليست هي بذاك من الحسن ، ولأن أسمائه تعالى مبناها على التوقيف ولم يرد دليل صحيح يدل على أن القديم من أسمائه جل وعلا ، واعلم أن اسمه الأول يغني عن ذلك ، واعلم أن شيخ الإسلام قد يذكر القديم في بعض كتبه فإذا وجدته فاعلم أنه من باب الخبر وليس من باب الوصف ولا التسمية - حاشاه وكلا - ويتضح ذلك الكلام بالقاعدة الحادية والعشرين - إن شاء الله تعالى - ، والله أعلى وأعلم .
|