القاعدة الخامسة والأربعون
ليس كل من فعل الكفر أو قاله يحكم عليه بمقتضاه
وقد تقدم معنى هذه القاعدة إلا أن الذي تجدر الإشارة إليه أن يقال : ليس كل من وقع في الكفر كَفَرَ وليس كل من وقع غي البدعة بدع وليس كل من فعل الفسق فسق بل لابد من توفر الشروط السابقة وانتفاء الموانع ويدل على ذلك أن النبي - e - قال : (( إنه كان فيمن كان قبلكم رجل أسرف على نفسه بالذنوب فقال لأولاده إذا مت فأحرقوني ثم ذروني في يوم ريح حتى لا يقدر علي ربي فيعذبني )) فبعثه الله فقال : لم فعلت ذلك قال خوفًا منك . قال : قد غفرت لك ، فهذا الرجل أنكر البعث وأنكر قدرة الله ومع ذلك لم يحكم عليه بالكفر لوجود المانع وهو شدة الخوف وكذلك الرجل الذي قال : ( رب أنت عبدي وأنا ربك )) لم يكفر ، بل قال رسول الله - e - معتذرًا له : (( أخطأ من شدة الفرح )) وكذلك ما فعله خاطب بـن أبـي بلتعـة - t - كفيل بأن يحكم عليه بمقتضاه ، لكن بين عذره فعذره النبي - e - ، فالواجب الحذر والتثبت في كل شيء عامة وخاصة في مسائل التكفير والتفسيق ، والله أعلم .
|