كيف نتدبر القرآن ؟؟؟
الحمد لله وبعد :ــ إننا كثيرا ما نقرأ كتاب الله تعالى ولكن نجد أن قلوبنا لا تتحرك للقرآن كثيرا ، وهذا أحسه أنا في قلبي ، ولا أدري عن غيري ، ولكن أظن أن الكثيرين يشاركونني نفس الإحساس ، فجعلت أبحث عن الأسباب المعينة على التدبر فوجدتها لا تخرج عن هذه الأسباب :ــ الأول :ــ استشعار عظمة الله تعالى حال القراءة ، فإن كلام الله عظيم ، فإذا كان القلب قد زرع فيه عظمة الله تعالى تقابلت العظمتان وحصل حينئذ التأثر ، الثاني :ــ أن يستشعر القارئ أنه هو بعينه المخاطب بهذا القرآن ، فكل آيات القرآن أنت أيها القارئ من يخاطب بها ، وستسأل عنها يوم القيامة ، فلا يخلو إما أن يكون القرآن حجة لك أو عليك ، الثالث :ــ فهم ما تقرأ ، فإنه يوجد في القرآن ألفاظ تحتاج منا إلى الوقوف قليلا مع تفسيرها ، لنفهم معناها ، لأن التدبر درجة تعقب الفهم ، فمن لم يفهم أصلا فكيف يتدبر؟ الرابع :ــ معرفة أسباب النزول ، فإنها من أعظم ما يعين على فهم معنى الآية ، وحينئذ يسبح القلب والفكر في تدبرها ، وهذا مجرب ، الخامس :ــ تفريغ القلب من الشواغل حال القراءة ، لأن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه ، فإذا كان القلب مشغولا بشيء ، فلا يمكن أن يقبل على شيء آخر ، فلا بد من تفريغه حتى يتمكن من أداء وظيفة التدبر بلا مزاحم ، السادس :ــ كثرة دعاء الله تعالى أن يفتح للقرأن قلبك وعقلك وفهمك ، فالدعاء سلاح المؤمن ، ولربما دعوة صادقة تكون سببا لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، السابع :ــ ترديد الآية ، ولو عشرين مرة ، وقد كان بعض السلف الصالح يقوم الليل كله في آية واحدة ، فإن الترديد يوجب مزيدا من الفهم وإقبال القلب ، ما لا يوجبه المرة الواحدة ، الثامن :ــ الهدوء والتأني في التلاوة ، ولماذا العجلة ؟ قال تعالى " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث " أي على تأن ومهل ، فإن القراءة السريعة لا تجعل القلب يتأمل في مدلول الآيات ، التاسع :ــ إستماع القرآن أحيانا من الغير ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن ، لا سيما إن كان القارئ حسن الصوت ، جيد التلاوة ، العاشر :ــ كثرة المدارسة للقرآن مع أهله العارفين به ، وهم العلماء الذين يعلمون تأويله ، الحادي عشر :ــ صدق النية ، وإحسان القصد في التلاوة ، فإن النية بركتها عظيمة في التدبر ، وحضور القلب ، الثاني عشر :ــ تصحيح التلاوة ، فإن التلاوة الصحيحة لها أثرها البالغ في التدبر ، ،،،، هذا ما حضرني من أسباب التدبر ، وإن كان عند أحدكم زيادة فليتفضل بها مشكورا لا مأمورا ، وجزاه الله ألف خير ... والله أعلم
التعليقات