الرئيسية قواعد دعوية

القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال .

القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال .

تاريخ النشر: الثلاثاء, 03 يناير 2017 - 19:22 مساءً | عدد المشاهدات: 3,459
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال .

أقول :- إن النفوس تمل ، وتحتاج إلى فترات من الترويح والترفيه ، فالترويح أمر مشروع في الإسلام ، ولا بد منه بين فترة وأخرى ، ليعيد للنفس نشاطها وحيويتها فتقبل على العمل بجد واجتهاد ، جاء في الحديث "روحوا القلوب ساعة وساعة " وفي شرح المناوي : قال أبو الدرداء : إني لأجم فؤادي ببعض الباطل - أي اللهو الجائز - لأنشط للحق . وقال علي - رضي الله عنه - : أجموا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان .وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على الفتيان يلعبون فيسلم عليهم وقد قال إخوة يوسف لأبيهم يعقوب عليه السلام ] أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ [ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب الصغار ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير ، وكان له نُغَر يلعب به فمات ، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرآه حزيناً ، فقال : ما شأنه ؟ قالوا : مات نُغَره ، فقال " يا أبا عمير ما فعل النغير؟ " رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ،  ولذا عندما لقي حنظلة رضي الله عنه أبا بكر قال له نافق حنظلة , قال أبو بكر : سبحان الله! ما تقول ؟ قال قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة , حتى كأنا رأي عين , فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات , فنسينا كثيراً قال أبو بكر : فوالله , إنا لنلقى مثل هذا , فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما ذاك؟ " قلت : يا رسول الله ! نكون عندك , تذكرنا بالنار والجنة , حتى كأنا رأي عين , فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات , فنسينا كثيراً ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إن لو تدمون على ما تكونون عندي في الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم , ولكن يا حنظلة ! ساعة وساعة " ثلاث مرات . إذاً لا بد من الترويح عن النفس , لابد من التخفيف عنها , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "ساعة وساعة" إن الإسلام لا يحجر على أتباعه أن يروحوا عن أنفسهم، ولا أن يدخلوا السرور على أهليهم وأولادهم طالما كان هذا الترويح في حدود الشرع وتحت قواعد الدين فلا غضاضة فيه، بل قد يكون مطلوبة في بعض الأحيان.وقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - زوجته أُمّنا عائشة رضي الله عنها، فسبقته، ثم سابقها مرة أخرى فسبقها؛ فقال " هذه بتلك " فالترويح جائز طالما كان منضبطاً بهدي الإسلام، أما إذا كان مما يضعف الإيمان ويهز العقيدة ويخدش الفضيلة ويوقع في الرذيلة فهذا مما لا يقبله العقل ولا يقره الدين. وقد مازح النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، وكان لا يقول إلا الحق في مزاحه صلى الله عليه وسلم ، قال النووي رحمه الله تعالى في الجمع بين الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم مازح أصحابه ، والأحاديث التي فيها النهي عن الممازحة ، قال رحمه الله تعالى ( قال العلماء : المزاحُ المنهيُّ عنه، هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنه يُورث الضحك وقسوةَ القلب، ويُشغل عن ذكر اللّه تعالى والفكر في مهمات الدين، ويؤولُ في كثير من الأوقات إلى الإِيذاء، ويُورث الأحقاد، ويُسقطُ المهابةَ والوقارَ . فأما ما سَلِمَ من هذه الأمور فهو المباحُ الذي كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعله، فإنه صلى اللّه عليه وسلم إنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا منعَ منه قطعاً، بل هو سنّةٌ مستحبةٌ إذا كان بهذه الصفة، فاعتمدْ ما نقلناه عن العلماء وحقَّقناه في هذه الأحاديث وبيان أحكامها، فإنه مما يَعظمُ الاحتياجُ إليه، وباللّه التوفيق ) والترويح عن النفس من الأمور المباحة ، ولكن إن قصد به القربة والترغيب في حب الخير فهو عبادة ، لأن المتقرر أن المباحات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات فالترويح عن النفس بغير نية إذا لم يكن فيه معصية لا إثم ولا ثواب فيه, أما إذا كانت النية في الترويح عن النفس الاستعداد لطاعة الله ، فعند ذلك يصبح الترويح عن النفس عبادة , قال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بشيء من اللهو فيكون ذلك عونا لي على الحق. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: روِّحوا القلوب فإنها إذا كرِهَت عَمِيَت . وفي رواية إذا كلّت عميت أو تعبت. وعلى كل حال فالنفوس لا بد لها من فترات ترويح وترفيه بالضوابط الشرعية ، والأمر مبناه على الوسطية ، فلا ينبغي الانفتاح في المداعبات والترفيه والضحك ، ولا ينبغي إغلاق الأمر وسد الباب ، بل خير الأمور أوساطها قال الغزالي في الإحياء ( إن قدرت على ما قدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو أن تمزح ولا تقول إلا حقاً ولا تؤذي قلباً ولا تفرط فيه وتقتصر عليه أحياناً على الندور فلا حرج عليك فيه ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليها ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله ! إنك تداعبنا . قال "نعم ، غير أني لا أقول إلا حقا" وعن أنس بن مالك : أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية ، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه " وكان صلى الله عليه وسلم يحبه ، وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال : من هذا ؟ أرسلني . فالتفت ، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من يشتري هذا العبد ؟ " فقال : يا رسول الله إذاً تجدني كاسداً . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لكن عند الله لست بكاسد " أو قال " أنت عند الله غال " وعن أنس بن مالك : أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إني حاملك على ولد ناقة " ! فقال : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال صلى الله عليه وسلم " وهل تلد الإبل إلا النوق " ولكن كان الأمر مبناه على الوسطية فلا غلو ولا جفاء ، وعلى منهج الصحابة سار السلف ، في جعل المزاح استراحة المحارب، فلا تكاد تجد كتاباً يخلو من ملح وطرائف لشيخ التابعين الإمام الشعبي رحمه الله وكذلك :كان ابن سيرين يمزح ويضحك حتى يسيل لعابه , وقيل : كان ابن سيرين كثير الضحك بالنهار، كثير البكاء بالليل.  ومن هنا صار المزاح سنة، وفق ضوابطه وحدوده، دون إفراط أو تفريط، حتى لا يخرج عن أحد حديه، ويظل التوازن بحاجة إلى من يتقن أداءه حتى قيل لسفيان بن عيينه : المزاح هجنة؟ قال : بل سنة، ولكن الشأن فيمن يحسنه، ويضعه مواضعه . فإن قلت :- فقد ورد عن بعض السلف رحمهم الله تعالى النهي عن الممازحة ، وأخبروا بأنها توجب ذهاب الهيبة وتورث الشحناء ، فكيف الجمع بين ما ورد وبين هذا ؟ والجواب :- أن كلام السلف رحمهم الله تعالى لا يمكن أن يتعارض مع ما قرره الدليل ، وعليه فيحمل كلام من نهى عن الممازحة على أمور : الأول :- أن يحمل على الممازحة المنهي عنها كالممازحة بالأفعال والأقوال التي لا تنبغي بين المسلمين ، الثاني :- أن تحمل على الإكثار منه ، وأن يكون هو ديدن الإنسان الذي لا يعرف إلا به ، الثالث :- أن تحمل على المزاح بالكذب والتلفيق الذي لا حقيقة له ، وهذا أمر محرم لا يجيزه أنك تمزح ، ففي الحديث " ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ،ثم ويل له " الرابع :- أن تحمل على المزاح في غير محله ، أو مع من لا يليق المزاح معه لكبر قدر من علم أو سن أو ولاية ، والمهم أن كلام السلف لا يحمل على ما يتعارض مع ما جاءت به النصوص ، وما أجمل أن يكون المزاح الموزون الخفيف في وقته ممن له ولاية من إمارة أو علم ، والله إنه لمزاح ينزل على القلوب كالماء العذب الزلال في اليوم شديد الحر ، ومن الترفيه والترويح عن النفس أيضا عقد المسابقات والطارحات العلمية الهادفة النافعة ، والتي تحقق عدة مقاصد من جملها الترفيه ، فهي ترفيه ونفع ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة مرتين ، كما أسلفت ، ومن الترويح عن النفس زيارة البساتين والحدائق ومحال الخضرة والمياه ، فلها دورها الكبير في الترويح وتهدئة النفس لا سيما إن كان فيها نوع خلوة وعدم ضجيج ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ربما دخل بعض الحوائط - البساتين -ـ المجاورة للمسجد ، لوحده ليس معه أحد ، بل ربما يستريب القوم في سبب تغيبه حتى يبحثوا عنه ، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الطويل المعروف ، والذي فيه : قام النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا فخشينا أن يقتطع دوننا ، ففزعنا فكنت أول من فزع ، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتيت حائطا - بستانا - للأنصار من بني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة والربيع الجدول , فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم . الحديث " والشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربما دخل بعض هذه الحوائط المجاورة ، فخلوة الداعية في بعض المزارع والبساتين مما يرفه عن النفس قليلا ، وهي من باب ( استراحة المحارب ) كما يقال ، ومن أنواع الترفيه الطيب سماع الشعر الطيب النافع ، وقصص الأدباء المنضبطة ، وسماع النوادر التي ليس فيها تعييب ولا تعيير لأحد ، ومنها :- السفر والسياحة في البلاد للنظر والتأمل في مخلوقات الله تعالى ومنها:- عقد المسابقات الحركية ، كالمسابقة على الأقدام وبالرماية وبالخيول أو حضورها إن كانت تعقد في البلد ، كل ذلك من الأمور الترويحية عن النفوس حتى لا تمل ولا تكل من الإجهاد والتعب ، ولكن كل هذا لا بد وأن يكون مبنيا على منهج الوسطية والاعتدال فلا نغلق فيه الباب مطلقا ، ولا نفتح الباب فيه على مصراعيه ، بل خير الأمور أوساطها ، والمهم بارك الله فيك أن تعلم: أن الترفيه والترويح عن النفوس نوع من العلاج الروحي ، وأنت خبير بأن العلاج لا بد وأن يتناول في محله وبالمقدار الذي يقتضيه المقام ، فإن تأخر تناوله عن وقت الحاجة له فقد يحصل الضرر ، وإن زيد في تناول جرعاته فقد يحصل الضرر ، فلا بد من مراعاة هذا ، وأمر آخر : وهو أن الترفيه والترويح عن النفس من الوسائل لا من المقاصد ، ولا بد أن تربط هذه الوسائل بتحقيق المصالح ودفع المفاسد ، فالترفيه والترويح عن النفس إن كان وسيلة إلى تحقيق مصلحة خالصة أو راجحة ، فهو مشروع مأمور به ، وإن كان لا يتحقق منه إلا المفسدة الخالصة أو الراجحة فهو منهي عنه ، وإن كان لا يتحقق منه لا هذا ولا تلك فهو من اللغو الذي يترفع العاقل عنه ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ونسأله تعالى أن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .        

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

القاعدة الخامسة والخمسون :- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، والعكس بالعكس .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون :- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، والعكس بالعكس . أقول :- وهي نص حديث في الصحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال " مَنْ دعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثْلُ أجور مَنْ تَبِعَهُ لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ض ..

القاعدة الرابعة والخمسون :- إتيان المدعوين في محالهم مطلب في الداعية .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون :- إتيان المدعوين في محالهم مطلب في الداعية . أقول :- إن الداعية شأنه شأن الغيث ، ومن وصف الغيث أنه يدور في سماء البلاد لينزل الله تعالى به المطر النافع للبلاد والعباد ، فتخضر به أرضهم ، وتزدان به بلادهم ، فالداعية كالغيث ، لا بد وأن يسير في البلاد للدعوة إلى الله تعالى ، ..

القاعدة الثالثة والخمسون :- كشف الشبهات مسلك للوقاية من قبيح العمل والاعتقاد .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون :- كشف الشبهات مسلك للوقاية من قبيح العمل والاعتقاد . أقول :- لا يزال أهل العناد والجهل والكبر يجلبون بخليهم ورجلهم على هذه الشريعة المباركة بالتشكيك وبث الشبه بين العامة والخاصة ، وإن بث الشبه على الحق من المناهج الخطيرة التي قد خصص لها الكفار طائفة منهم ، لا هم لهم إلا ..

القاعدة الثانية والخمسون :- ضرب الأمثال وتقريب العلم من أصول الدعوة إلى الله تعالى .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون :- ضرب الأمثال وتقريب العلم من أصول الدعوة إلى الله تعالى . أقول :- إن دعوتنا لا بد وأن تكون منبثقة من منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في تقرير المسائل ، سواء منها المسائل العقدية أو العملية أو الوعظ والترغيب والترهيب ، فالوحيان الكريمان المطهران قد ذكر فيهما جم ..

القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال . أقول :- إن النفوس تمل ، وتحتاج إلى فترات من الترويح والترفيه ، فالترويح أمر مشروع في الإسلام ، ولا بد منه بين فترة وأخرى ، ليعيد للنفس نشاطها وحيويتها فتقبل على العمل بجد واجتهاد ، جاء في الحديث "روحوا ..