حقيقة الفخر
الحمد لله وبعد :ــ إن الفخر كل الفخر والشرف كل الشرف والرفعة كل الرفعة إنما هي في عبادة الله تعالى ، فالاتصاف بالعبودية لله تعالى هو الفخر والشرف ، ولذلك وصف الله به أشرف خلقه في أشرف مقاماته ، فقال في مقام الدعوة " وأنه لما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا " وقال تعالى في مقام إنزال الوحي " فأوحى إلى عبده ما أوحى " وقال في مقام الإسراء " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " ووصف به أنبياءه ورسله وهو خير الخلق على الإطلاق فقال تعالى " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار " فعبودية الله تعالى هي حقيقة العز وحقيقة العلو والرفعة في الدنيا والآخرة ، وكلما ترقى العبد في مدارج العبودية كلما ازداد شرفه وعلوه وقربه من الرب جل وعلا ، فليس الفخر في كثرة المال ولا في كبر المناصب ولا في جمال الوجه ولا علو النسب ، ولا في سيارة ولا في ثوب ولا في الانتساب لبلد معين ، وإنما الفخر محصور في عبادة الله تعالى ، ولذلك فأرفع منازل العبد وأقرب أحواله لله تعالى حال كونه ساجدا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون العبد لله تعالى وهو ساجد " فالله الله يا إخواني في تحقيق ذلك الأمر ، نسال الله تعالى أن يعيننا على تحقيق عبوديته ، وأن يوفقنا لتحقيق شروط قبولها من الإخلاص والمتابعة ، والله ربنا اعلى وأعلم .....
التعليقات