الرئيسية قواعد دعوية

القاعدة الحادية والعشرون :- مقصود الداعية في دعوته الاعتذار إلى الله تعالى بإقامة الحجة وهداية المدعوين .

القاعدة الحادية والعشرون :- مقصود الداعية في دعوته الاعتذار إلى الله تعالى بإقامة الحجة وهداية المدعوين .

تاريخ النشر: الثلاثاء, 03 يناير 2017 - 18:32 مساءً | عدد المشاهدات: 490
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الحادية والعشرون :- مقصود الداعية في دعوته الاعتذار إلى الله تعالى بإقامة الحجة وهداية المدعوين .

أقول :- إن الداعية إلى الله تعالى له في دعوته مقصدان , الأول :- هداية المدعو ، وهذا قصده في المقام الأول ، ولكن أنت خبير بأن هداية التوفيق والإلهام إنما يملكها الله تعالى وحده لا شريك ، فإن أنت دعوت ودعوت ولم توفق في دعوتك لهداية أحد على يديك ، فلا تحزن ولا تكن في ضيق من أمرك فإن قدم الداعية ما في قدرته في هداية المدعوين ولكن ما كتب الله تعالى لهم الهداية ، فلا حرج عليه لأنه يكون بذلك محصلا للأمر الثاني وهو :- الاعتذار إلى الله تعالى ، ودليل هذين الأمرين قوله تعالى ] وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [ فقوله تعالى {معذرة إلى ربكم} هذا فيه بيان المقصود الأول من قيام الداعية بدعوته ، وهو الاعتذار إلى الله تعالى ، وقوله {ولعلهم يتقون} هذا فيه بيان المقصود الثاني ، وهو هداية المدعو ، فإن لم تتحقق هداية المدعو فقد اعتذرت إلى الله تعالى ، ولكن على الداعية أن يقدم المقدور عليه في دعوة الناس ، وبيان وجه الحق لهم ، ويستفرغ طاقته وجهده في الدعوة إلى الله تعالى بالوسائل المتاحة ، حتى لا ينسب إلى تقصير ، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وما على الداعية من حرج لو بذل ما في وسعه ولم يوفق للهداية أحد ، فإن الهداية التي يملكها الدعاة بإذن الله تعالى إنما هي هداية الدلالة والإرشاد ، وأما هداية التوفيق والإلهام فما هي بيد أحد ، بل هي بيد الله تعالى وحده لا شريك له ، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ] وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [ أي هداية دلالة وإرشاد ، وقال تعالى ] إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [ أي لا تهدي غيرك هداية توفيق وإلهام ، ولذلك فقد كان الله تعالى يعاتب نبيه صلى الله عليه وسلم أحيانا على حزنه عند عدم هداية بعض الناس، لأنه قد بذل ما في وسعه في هدايتهم ، ولكن الله تعالى ما أراد لهم الهداية ، فلم الحزن ، قال تعالى ] لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [ وقال تعالى ] وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ [ لأنك أيها النبي قد بلغت البلاغ المبين وبينت لهم الشريعة والدين ، ولكن أنا لم أرد لهم الهداية لحكمة بالغة ، فما عليك ، فأما البلاغ فقد بلغت ، وهذا هو الواجب عليك ، وأما هدايتهم فلا مدخل لك فيها ، لأنها من أمري ، وأنا أملك القلوب بين يدي ، فإن منعتهم منها فلا تحزن عليهم ، ولا تكن في ضيق من أمرك ، ولا يتكدر خاطرك عليهم ، لأنك بلغت وبرئت ذمتك  وهذا فيه دليل على أن الداعية يدور في أمر دعوته بين أمرين :- إما أن يهدي الله تعالى به القلوب وهذا مطلب كبير ، ولكنه بيد الله تعالى وحده ، وإما أن يكون بدعوته قد برئت ذمته واعتذر إلى الله تعالى ، والله أعلم .

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

القاعدة الخامسة والخمسون :- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، والعكس بالعكس .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون :- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، والعكس بالعكس . أقول :- وهي نص حديث في الصحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال " مَنْ دعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثْلُ أجور مَنْ تَبِعَهُ لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ض ..

القاعدة الرابعة والخمسون :- إتيان المدعوين في محالهم مطلب في الداعية .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون :- إتيان المدعوين في محالهم مطلب في الداعية . أقول :- إن الداعية شأنه شأن الغيث ، ومن وصف الغيث أنه يدور في سماء البلاد لينزل الله تعالى به المطر النافع للبلاد والعباد ، فتخضر به أرضهم ، وتزدان به بلادهم ، فالداعية كالغيث ، لا بد وأن يسير في البلاد للدعوة إلى الله تعالى ، ..

القاعدة الثالثة والخمسون :- كشف الشبهات مسلك للوقاية من قبيح العمل والاعتقاد .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون :- كشف الشبهات مسلك للوقاية من قبيح العمل والاعتقاد . أقول :- لا يزال أهل العناد والجهل والكبر يجلبون بخليهم ورجلهم على هذه الشريعة المباركة بالتشكيك وبث الشبه بين العامة والخاصة ، وإن بث الشبه على الحق من المناهج الخطيرة التي قد خصص لها الكفار طائفة منهم ، لا هم لهم إلا ..

القاعدة الثانية والخمسون :- ضرب الأمثال وتقريب العلم من أصول الدعوة إلى الله تعالى .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون :- ضرب الأمثال وتقريب العلم من أصول الدعوة إلى الله تعالى . أقول :- إن دعوتنا لا بد وأن تكون منبثقة من منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في تقرير المسائل ، سواء منها المسائل العقدية أو العملية أو الوعظ والترغيب والترهيب ، فالوحيان الكريمان المطهران قد ذكر فيهما جم ..

القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال . أقول :- إن النفوس تمل ، وتحتاج إلى فترات من الترويح والترفيه ، فالترويح أمر مشروع في الإسلام ، ولا بد منه بين فترة وأخرى ، ليعيد للنفس نشاطها وحيويتها فتقبل على العمل بجد واجتهاد ، جاء في الحديث "روحوا ..