الرئيسية قواعد العقيدة

من الإنصاف أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه

من الإنصاف أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه

تاريخ النشر: السبت, 21 يناير 2017 - 03:19 صباحاً | عدد المشاهدات: 719
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الثانية والأربعون

من الإنصاف أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه

 

بعض الناس هداه الله تعالى عنده حب البحث على الخطأ فالخطأ ضالته فتجده يتقصص كتب العلماء لا بحثًا عن الفائدة وإنما بحثًا عن الزلة فهو كالذباب لا يقع إلا على كل قبيح فإذا ظفر بالخطأ قال : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ) فطار به في المجالس هذا الرجل فيه كذا وكذا وعنده من الخطأ كيت وكيت ، فإذا بحثنا عن هذا الرجل وجدنا له في الإسلام أيادٍ مشكورة وآثار محفوظة فكم خدم الإسلام بكتاب وتعليم علم ، فصوابه كثير وخطأه قليل ، وهذا الرجل لا يبث إلا خطأه وهذا خطأ ولاشك ، بل الإنصاف أن يغتفر هذا الخطأ اليسير وأن يبحث له عن التأويلات المناسبة إذا كان المقام يحتمل ذلك أما أن يحذر من هذا الرجل على الإطلاق فهذا ليس بصواب ، بل الإنصاف أن يغتفر فقليـل خطأ الـمرء فـي كثير صوابـه ، فمـن الذي لا يخطئ ومن هو المعصوم بعد رسول الله - e - فلو أننـا قدحنـا فـي كل مـن أخطأ فإنه والله لا يسلم أحد حتى صحبة رسول الله - e - فإنهم ليسوا بمعصومين إلا فيما أجمعوا فيه أما آحادهم فلا ، والمراد أن الإنسان لا ينظر إلى الخطأ مطلقًا ويترك الصواب ولا يترك الخطأ مطلقًا وينظر إلى الصواب بل يحذر من الخطأ حتى لا يقـع النـاس فيـه ولا وثلب على الرجل ، بل يـذكر أن له محاسنًا وأنه ليس بـمعصوم . لكن عنـده من الأخطاء كيت وكيت فحذر من الخطـأ لذات الخطأ بغض النظر عن قائلـه ما أمكن وإلا فلا تنس جانب الخير عند كثير الإصابة بقليل الخطأ ، والله يتولانا وهو أعلم بنـا ، والذي دعاني لـهذه القاعـدة والتأكيد عليهـا هو ما انتشر في هذه الأزمان من الكلام على أئمة فـي العلم كالإمام النـووي وابن حجـر وابن الـجوزي ، وغيرهـم من أئمة الحديث الذين لا نعرف عنهـم إلا حسـن السيرة وسلامـة النيـة أتعبـوا أنفسهم فـي تأليف العلـم خدمـة لله تعالـى وخدمة لأهـل العلم إلا أننـا نقول : إنهم ليسوا بـمعصومين ولا يـخلـون من الأخطاء فهـم مـخالفـون لـمنهـج أهـل السنة فـي الأسـماء والصفات غالبًا ، لكن لا يكون هذا ذريعة لرد ما عندهم من الحق والصواب فالحق مقبول مما جاء به وإن كان أكذب الناس والباطل مردود ممن جاء به وإن كان موصوفًا بالصدق ، فهؤلاء لاشك أن لهم أيادٍ مشكورة في الإسلام وخدمة السنة إلا أن عندهم هذا الخطأ فهو مردود ، لكن لا نتكلم على ذواتهم ونكثر اتهامهم والحط من منزلتهم هذا لا يجوز ، اللهم إنا نبرأ إليك من كل ما يخالف    شرعك ، والله أعلم .

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها   وهذا هو معتقد الموحدين أن أمور العبادة حق محض لله تعالى ليس لأحد فيه شرك أو واسطة ، قال تعالى : } فاعبد الله مخلصًا له الدين ألا لله الدين الخالص { ، وقال تعالى : } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخ ..

الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها   اعلم أن الصفات باعتبار نفيها عن الله تعالى وإثباتها له ثلاثة أنواع : الأول : صفات هي كمال من كل وجه كالعلم والحياة والبصر والسمع والقدرة والقوة ، فهذه تثبت لله تعالى م ..

زيارة القبور شرعية وبدعية

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون زيارة القبور شرعية وبدعية   فالشرعية : هي ما كان قصد الزائر فيها ثلاثة أمور : الأول : أن يدعو للميت أي أن ينفع الميت بدعائه وقد كان النبي - e - يأتي للمقبرة ويدعو للأموات ، الثاني : أن يقصد الزائر الذكر بهذا المنظر وأنها المثوى لكل البشر ويدل عليه قوله - e - : ..

كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر   فتحرم وسائل الشرك الأكبر كلها ؛ لأنها شرك أصغر فتحريم الشرك الأصغر إذًا ليس تحريم مقاصد وإنما هو تحريم وسائل والوسائل لها أحكام المقاصد ، قال الناظم : وسائل الأحكام تبع المقصد        ..

قاعدة دخول الرياء في الأعمال

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون قاعدة دخول الرياء في الأعمال   اعلم أن الرياء هو العمل للغير تزينًا وهو محرم ، بل هو الشرك الأصغر ففي الحديث :         (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )) فسئل عنه قال : (( الرياء )) فما الحكم لو دخل الرياء في العمل ؟ ..