الرئيسية قواعد العقيدة

الأصل هو إحسان الظن بالمسلمين

الأصل هو إحسان الظن بالمسلمين

تاريخ النشر: السبت, 21 يناير 2017 - 03:21 صباحاً | عدد المشاهدات: 660
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الثالثة والأربعون

الأصل هو إحسان الظن بالمسلمين

 

بل هذه من حق المسلم على المسلم أن يحسن الظن به ولا يتهمه بمجرد الإشاعات أو أقوال لا سند لها ، بل الواجب أن نحسن الظن بكلامه وأن نحمل عبارته محملاً حسنًا وعلى المعنى الأقرب إلى المعنى الطيب .

فقد أمرنا بإحسان الظن بالمسلمين ففي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : رأيت النبي - e - يطوف بالكعبة يقول : (( ما أطيبك وأطيب ريحك وما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفسي بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن لا يظن به إلا خيرًا )) رواه ابن ماجة ، ففي هذا الحديث حث على تغليب إحسان الظن والابتعاد عن ضده وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب - t - : ( ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً ) وعن سعيد بن المسيب قال : كتب إلي يعض إخواني من أصحاب رسول الله - e - : ( أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتيك ما يغلبك ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً ) ، ومن الصور الجميلة التي تذكر في هذا المجال أن الربيع بن سليمان أحد تلامذة الشافعي دخل على الشافعي وهو مريض فقال له : ( قوَّى الله ضعفك ) . فقال الشافعي : لو قوى الله ضعفي لقتلنـي . فقال    الربيع : ( والله ما أردت إلا الخير ) . فقال الشافعي : أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إلا الخير .

فقد يـخطئ الرجـل ويستعمل كلمـة مـحتملـة أو فـي غير مـحلها ولكنه لا يقصد الـمعنى الخبيث ولابـد من النظر إلى مقصد الرجل وأحوالـه كما قالـه غير واحدٍ من أهـل العلـم ، لكن إذا نظرت إلـى أحـوال بعض النـاس وجدتهم يقلبـون هذا الأصل ويجعلون إساءة الظـن بالنـاس هـي الأصـل عندهـم وهذا مـخالـف للأدلـة ، فلا تراهـم يسمعـون كلمـة تحتمل مائة احتمـال صـواب واحتمـالاً واحدًا خطـأ إلا يحملونها على هذا الواحد وهذا فيه من سوء النية وحنث الطوية وفساد المقصد الشيء الكثير .

فالواجب هو إحسان الظن إلا إذا ظهر خلاف ذلك فمن أظهر لنا سوء النية فمن السذاجة أن نحسن الظن به ، لكن من لم يعرف عنه إلا الخير والصلاح وخدمة العلم والدين فالواجب هو إحسان الظن به ، والله أعلم .

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها   وهذا هو معتقد الموحدين أن أمور العبادة حق محض لله تعالى ليس لأحد فيه شرك أو واسطة ، قال تعالى : } فاعبد الله مخلصًا له الدين ألا لله الدين الخالص { ، وقال تعالى : } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخ ..

الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها   اعلم أن الصفات باعتبار نفيها عن الله تعالى وإثباتها له ثلاثة أنواع : الأول : صفات هي كمال من كل وجه كالعلم والحياة والبصر والسمع والقدرة والقوة ، فهذه تثبت لله تعالى م ..

زيارة القبور شرعية وبدعية

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون زيارة القبور شرعية وبدعية   فالشرعية : هي ما كان قصد الزائر فيها ثلاثة أمور : الأول : أن يدعو للميت أي أن ينفع الميت بدعائه وقد كان النبي - e - يأتي للمقبرة ويدعو للأموات ، الثاني : أن يقصد الزائر الذكر بهذا المنظر وأنها المثوى لكل البشر ويدل عليه قوله - e - : ..

كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر   فتحرم وسائل الشرك الأكبر كلها ؛ لأنها شرك أصغر فتحريم الشرك الأصغر إذًا ليس تحريم مقاصد وإنما هو تحريم وسائل والوسائل لها أحكام المقاصد ، قال الناظم : وسائل الأحكام تبع المقصد        ..

قاعدة دخول الرياء في الأعمال

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون قاعدة دخول الرياء في الأعمال   اعلم أن الرياء هو العمل للغير تزينًا وهو محرم ، بل هو الشرك الأصغر ففي الحديث :         (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )) فسئل عنه قال : (( الرياء )) فما الحكم لو دخل الرياء في العمل ؟ ..