الرئيسية

هم العلماء وإن أبى أهل الباطل

هم العلماء وإن أبى أهل الباطل

تاريخ النشر: الثلاثاء, 01 ديسمبر 2015 - 20:54 مساءً | عدد المشاهدات: 629
تبليغ عن رابط معطوب

 

هم العلماء وإن أبى أهل الباطل


 


الحمد لله وبعد :ــ فإن العلماء هم أعلام الهدى ونجوم الدجى ، وورثة الأنبياء ، ودعاة الخير ، وحماة الدين ، وأمنة الأمة ، ووجودهم وكثرتهم من علامات الخير التوفيق والبركة والعصمة ، فلا تزال الأمة بخير ما عظمت علماءها وعرفت لهم قدرهم ومكانتهم ، فكم لهم من الأثار الطيبة المشهورة ، والمواقف العظيمة المأثورة ، فما أجمل أثرهم على الأمة في تعلميهم وبيان الحق لهم مشافهة وتأليفا ، فإكرامهم واحترامهم إنما هو إكرام واحترام للعلم الذي يحملونه في قلوبهم ، وإذلالهم وإهانتهم إنما هو نذير شر بالبوار والخيبة والخسارة ، والعلماء هم أهل العزة لما يحملونه في قلوبهم من علم الكتاب والسنة ، وشرفهم ليس مربوطا بمنصب أو وظيفة أو حسب أو نسب أو مال ، بل شرفهم مربوط بقول الحق والصدع به والتزامهم بمنهج الأنبياء في العلم والتعليم والعمل والدعوة ، فالمناصب هي التي تشرف بالعلماء لا العكس ، والبلاد هي التي تفخر بالعلماء لا العكس ، وهم الميزان في معرفة ما عليه العامة من الأحوال لا العكس ، وهم أهل الفتوى في العامة وأمورهم لا العكس ، ولا خير في عبد لا يعرف لهم قدرهم ومنزلتهم ، ولا خير في لسان طعن في أمانتهم وديانتهم وسعى جاهدا في تشويه صورتهم ، ألا فأخرس الله لسانا تنقصهم ونال من مكانتهم ، ألا فأهلك الله من سعى في تخريب بنيان الأمة بالنيل من علمائها ، ألا فأعمى الله عينا لا تنظر لهم بنظرة التقدير والاحترام ، فإن القدح فيهم قدح في الدين ، والقدح في الدين هو أساس الهلاك والعطب ، فيجب على الجميع بغير استثناء احترام العلماء ، والدفاع عنهم ، والذب عن حياضهم ، والوقوف في وجه من يتفوه بالقبيح في جنابهم الكريم ، اللهم اغفر لأهل العلم ، واجزهم عنا خير الجزاء وبارك لنا في علمهم ، واجعلنا ممن يعرف لهم حقهم ، اللهم من أرادهم بالسوء فعليك به ، وأرنا فيه ما تشفي به صدور قوم مؤمنين ، اللهم من مات منهم فاجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة ، ومن كان حيا منهم فمتعه بالصحة والعافية ، ووفقه لقول الحق والعمل به والثبات عليه ، اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار ، فالله الله فيهم أيها الأحباب ، فوصيتي للأمة كلها بأن تقيم الوزن الكبير للعلماء ، وأن تدافع عنهم ، فالدفاع عنهم دفاع عن الدين والشرع الذي يحملونه ، ولنعلم جميعا أن العالم لا بد وأن يبتلى ، ولا بد وأن ينال منه ، وهذه سنة الله تعالى الكونية في الصراع بين الحق والباطل ، فعلى العالم إن حصل له الابتلاء أن يصبر وأن يحتسب الأجر ، وعلى من حوله من الناس أن يدافعوا عنه بالمقدور عليه ، والله هو ناصرهم وهو مولاهم ، فنعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

 

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

آفات طلب العلم

تاريخ النشر: الأحد 18 ذو القعدة 1437 هـ الموافق 21 أغسطس 2016 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعد : فإن هناك آفات كثيرة تعترض طالب العلم في طريق طلبه للعلم ، ولا سيما بعد تحصيل قدر طيب منه ، وهذه الآفات لا بد من النظر لها بعين الاعتبار ، وهي آفات كثيرة ، ولكن نذكر لك أخطرها وأهم ..

الأسباب مؤثرة لا بذاتها

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................

كـل مـن اعتقد سببًا لـم يـدل عليـه شـرع ولا قـدر فهـو شرك أصغـر, وإن اعتقده الفاعل بذاته فهو شرك أكبر

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
..............................................

العبادة حق صرف محض لله تعالى, لا تصرف لا لملك مقرب, ولا لنبي مرسل, ولا لولي صالح, فضلا عن غيرهم

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.........................

كل فهم يخالف فهم سلف الأمة في العقيدة والعمل فإنه باطل

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................