الرئيسية المقالات

شروط التوبة

شروط التوبة

تاريخ النشر: الثلاثاء, 01 ديسمبر 2015 - 21:10 مساءً | عدد المشاهدات: 823
تبليغ عن رابط معطوب

 

شروط التوبة


 

الحمد لله وبعد :ــ فقد طلب مني بعض الأعضاء بيان شروط التوبة فأقول :ــ لقد نص أهل العلم على أن شروط التوبة كما يلي :ــ الأول :ــ الإخلاص لله تعالى ، ذلك لأن التوبة عبادة ، وقد تقرر في القواعد أن النية شرط لصحة كل عبادة ، فلا تصح التوبة إلا إن كان الدافع لها الخوف من الله تعالى ورجاء ما عنده ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات ... الحديث فلا يكون قصده بتوبته شيئا من حظوظ الدنيا وملذاتها والتي لا يتوصل لها إلا بإظهار التوبة ، والله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، الثاني :ــ أن تكون التوبة واقعة في زمن المهلة والإمكان ، وكل أوقات العمر صالحة للتوبة إلا إن ظهرت علامتان ، إذا غرغرت الروح وبلغت الحلقوم ، فلا ينفع حينئذ التوبة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " رواه الترمذي بسند حسن ، ولذلك لم يقبل الله تعالى توبة فرعون لما تاب ، لأنه قد فاته زمن المهلة والإمكان ، وأن تقع التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها ، لقوله تعالى " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " قال المفسرون :ــ المراد بذلك طلوع الشمس من مغربها ، وقال عليه الصلاة والسلام من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، الثالث :ــ الإقلاع عن الذنب فورا ، فلا تقبل التوبة مع التأخير ، لأن هذا التأخير دليل على عدم الندم وعدم الرغبة في التوبة حتى وإن ادعاها بلسانه فإن فعله يخالف قوله ، الرابع :ــ الندم على ما فات ، لأن التوبة حقيقتها استشعار القلب خطورة الذنب ولوم النفس على أوقات الغفلة والمعصية ، فمن لم يندم على ذنبه فهو في الحقيقة لم يتب ، وبعض الناس ــ والعياذ بالله ــ قد يفتخر بالذنب ، ويذكره على وجه الافتخار والفرح ، وهذا توبته مردودة عليه ، قال عليه الصلاة والسلام " الندم توبة " الخامس :ــ العزم على عدم العودة ، لأن بعض الناس قد يتوب ، ولكن يحدث نفسه أنه متى تمكن من مواقعة الذنب مرة أخرى عاد إليه ، وهذا في الحقيقة توبة اللعابين الذين لم يقدروا الله تعالى حق قدره ، السادس :ــ رد الحقوق إلى أهلها ، سواء الحقوق المعنوية أو الحسية ، كالتحلل من غيبتهم والنميمة عليهم إن لم يكن في إخبارهم بذلك مفسدة راجحة ، وإلا فيستغفر لهم ويذكرهم بخير في المجالس التي اغتابهم فيها ، وبرد الديون إلى أهلها والمسروقات إلى أصحابها ، إن كان يعلمهم ، إو بالصدقة بها بنيتهم ، وبتمكين ِمنه ، ونحو ذلك ، والمقصود أن الإنسان ينبغي له أن بيادر بالتوبة من كل ذنب ، ولا أحسن من التوبة العامة ، وليكثر من قول الذكر الوارد في حديث ( سيد الاستغفار ) وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، ومعذرة على الإطالة ، وأشهد الله تعالى أنني أحبكم فيه ، والسلام عليكم ،،،،

 

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

آفات طلب العلم

تاريخ النشر: الأحد 18 ذو القعدة 1437 هـ الموافق 21 أغسطس 2016 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعد : فإن هناك آفات كثيرة تعترض طالب العلم في طريق طلبه للعلم ، ولا سيما بعد تحصيل قدر طيب منه ، وهذه الآفات لا بد من النظر لها بعين الاعتبار ، وهي آفات كثيرة ، ولكن نذكر لك أخطرها وأهم ..

الأسباب مؤثرة لا بذاتها

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................

كـل مـن اعتقد سببًا لـم يـدل عليـه شـرع ولا قـدر فهـو شرك أصغـر, وإن اعتقده الفاعل بذاته فهو شرك أكبر

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
..............................................

العبادة حق صرف محض لله تعالى, لا تصرف لا لملك مقرب, ولا لنبي مرسل, ولا لولي صالح, فضلا عن غيرهم

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.........................

كل فهم يخالف فهم سلف الأمة في العقيدة والعمل فإنه باطل

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................