الرئيسية المقالات

الميزان الصحيح في التفضيل بين الناس

الميزان الصحيح في التفضيل بين الناس

تاريخ النشر: الثلاثاء, 01 ديسمبر 2015 - 21:11 مساءً | عدد المشاهدات: 1,076
تبليغ عن رابط معطوب

 

الميزان الصحيح في التفضيل بين الناس


 

الحمد لله وبعد :ــ إن هناك موازين مختلة في التفضيل بين الناس والتمييز بينهم ، قد ذكرها الله تعالى في كتابه ، وخلاصتها ثلاثة موازين :ــ ميزان فرعوني ــ نسبة إلى فرعون ــ وهو التفضيل بالمناصب ، كما قال تعالى عنه أنه قال لقومه في عقد مقارنة بينه وبين موسى عليه السلام " أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ، أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين " ففضل نفسه على موسى في المنصب ، والميزان الثاني :ــ الميزان القاروني ــ نسبة إلى قارون ــ وهو التفضيل بالمال ، كما قال الله تعالى عنه " قال إنما أوتيته على علم عندي ... الآيات " وقال تعالى " فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر ــ أي ضيق ــ عليه رزقه فيقول ربي أهانن " والميزان الثالث :ــ الميزان القرشي ــ نسبة إلى قريش ــ وهو التفضيل بين الناس بالأحساب والأنساب ، كما قال تعالى عنهم " وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " أي عظيم في ماله ونسبه ومنصبه وشرفه ، وكل هذه الموازين باطلة ، بل إن بطلانها مما جاءت به الشريعة وقررته التقرير الذي لا مزيد عليه ، فإن قلت :ــ فما الميزان الصحيح في التفضيل بين الناس ؟ فأقول :ــ إنه الميزان الرحماني الرباني المحمدي ، وهو التفضيل بحسب ما في القلب من الإيمان والتقوى ، كما قال تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فليست العبرة في المنصب ولا في المال ولا في الحسب والنسب ، وإنما العبرة في تحقيق التقوى والالتزام بالشرع ، والقيام بحق الله تعالى في العبودية المستجمعة لشرطي الإخلاص والمتابعة ، فعلى قدر ما في القلب من التقوى والتوحيد والإيمان على قدر ما ترتفع عند الرب جل وعلا منزلة وقدرا ، وانظر إلى بلال وأبي لهب ، فبالله عليك ، أين هذا من هذا في الحسب والمال والمنصب ؟ ولكن بلال عند الله تعالى خير من ألف رجل كأبي لهب ، وما ذلك إلا بالإيمان والتقوى ، فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم دف نعليه في الجنة ، بينما يقول الله تعالى في أبي لهب " تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد " فلم يضر بلالا سواده وعبوديته لما حقق الإيمان والتقوى ، ولم ينفع أبا لهب شرفه وماله وحسبه لما تخلف عنه الإيمان والتقوى ، فبما أن التفاضل عند الله تعالى لا يكون إلا بذلك ، فالله الله يا إخواني بالإيمان والالتزام بالشرع ، وإخلاص التعبد لله تعالى ، ليكن همك في يومك وليلتك إنما هو كيف تترقى في مدارج العبودية لله تعالى حتى تترقى في مدارج الفضل وعلو المراتب ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ....

 

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

آفات طلب العلم

تاريخ النشر: الأحد 18 ذو القعدة 1437 هـ الموافق 21 أغسطس 2016 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعد : فإن هناك آفات كثيرة تعترض طالب العلم في طريق طلبه للعلم ، ولا سيما بعد تحصيل قدر طيب منه ، وهذه الآفات لا بد من النظر لها بعين الاعتبار ، وهي آفات كثيرة ، ولكن نذكر لك أخطرها وأهم ..

الأسباب مؤثرة لا بذاتها

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................

كـل مـن اعتقد سببًا لـم يـدل عليـه شـرع ولا قـدر فهـو شرك أصغـر, وإن اعتقده الفاعل بذاته فهو شرك أكبر

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
..............................................

العبادة حق صرف محض لله تعالى, لا تصرف لا لملك مقرب, ولا لنبي مرسل, ولا لولي صالح, فضلا عن غيرهم

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.........................

كل فهم يخالف فهم سلف الأمة في العقيدة والعمل فإنه باطل

تاريخ النشر: الأربعاء 17 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 24 فبراير 2016 مـ
.............................