الرئيسية قواعد دعوية

القاعدة الثامنة والثلاثون :- لا يأس من هداية أحد ، كما أنه لا أمان من ضلال أحد .

القاعدة الثامنة والثلاثون :- لا يأس من هداية أحد ، كما أنه لا أمان من ضلال أحد .

تاريخ النشر: الثلاثاء, 03 يناير 2017 - 19:03 مساءً | عدد المشاهدات: 987
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الثامنة والثلاثون :- لا يأس من هداية أحد ، كما أنه لا أمان من ضلال أحد .

أقول :- إن الله تعالى قد وكل بكل واحد منا قرينة من الجن وقرينة من الملائكة ، فقرينة من الملائكة يأمره بالخير ويعده بالخير ، وقرينة من الشياطين يأمره بالشر ويعده بالكذب والبهتان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ ، إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ " قَالُوا : وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ " وَإِيَّايَ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ ، فَلاَ يَأْمُرُنِي إِلاَّ بِحَقٍّ "(1) وقد ورد الدليل بأن للشيطان لمة بابن آدم ، وللشيطان لمة ، فعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن للشيطان لمة بابن آدم ، وللملك لمة ، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله "(2) وعليه :- فما دام العبد لا يزال في هذه الحياة فلا يأس فيه للعودة إلى الحق إن كان ضالا بعيدا عن الهدى ، ولا أمان عليه من الانتكاسة والضلال إن كان مهتديا ، فما دامت مادة الملك والشيطان تعتلجان في قلبه وتنزلان على روحه ، فإنه إن غلبت مادة الملك صار العبد في منعة وهداية ، وإن غلبت مادة الشيطان صار العبد في شقاء وغواية ، فعلى الداعية إلى الله تعالى أن لا ييأس من هداية أحد ، مهما بلغ في الضلال ما بلغ ، ومهما بلغ في البدعة والمخالفة ما بلغ ، فما دامت الروح بين جنبيه فالهداية ممكنة ، وإياك أن تيأس من واقع أحد من الناس مهما كان في الغواية والضلال والبعد عن الله تعالى ، فكم من ضال بعيد عن الحق والهدى قد اهتدى وصار من أعوان الحق وأنصار السنة بكلمة واحدة ، لا تستعظم هداية أحد أو توبته، ولا تتصور أنها بعيدة عنه أو مستحيلة أبداً فكل إنسان فيه بذرة صالحة يحتاج من يحييها في قلبه ويوقظها في روحه، وتذكّر أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من أعدى أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاول قتله، حتى لما طمع بعض الناس في هدايته استبعدها آخرون، حتى قال قائلهم (لو أسلم حمار آل الخطاب ما أسلم عمر) وشاء الله أن يسلم، ويصبح حصناً من حصون الإسلام المنيعة، فليس هناك شيء عظيم على الله فتأمل فقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء جل وعلا ، بل اليأس من هداية أحد أظنها من جملة الذنوب ، لأنها نابعة من اليأس من روح الله تعالى وفضله على هذا المدعو ، وفي الحديث الصحيح " من قال هلك الناس فهو أهلكهم "(1) قال مالك رحمه الله تعالى (إذا قال ذلك تحزُّناً لما يرى في الناس ، يعني في دينهم فلا أرى به بأساً ، وإذا قال ذلك عُجباً بنفسه ، وتصاغُراً للناس ، فهو المكروهُ الذي نُهي عنه ) ذكره أبو داود في سننه ، وقال أبو سليمان الخطابي : معنى هذا ( ألا يزال الرجل يعيب الناس ، ويذكر مساويهم ، ويقول : قد فسد الناس ، وهلكوا ونحو ذلك من الكلام ، وإذا فعل الرجل ذلك ، فهو أهلكهم وأسوؤهم حالاً فيما يلحقه من الإثم في عيبهم ، والإزراء بهم ، وربما أدّاه ذلك إلى العجب بنفسه ، ويرى أن له فضلاً عليهم ، وأنه خيرٌ منهم ، فيهلك ) وأذكرك أيها الداعية بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه " إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين أحدهما مجتهد في العبادة والآخر كأنه يقول : مذنب ، فجعل يقول : أقصر أقصر عما أنت فيه ، قال : فيقول خلني وربي، قال: حتى وجده يوما على ذنب استعظمه ، فقال :أقصر ، فقال : خلني وربي ، أبعثت علينا رقيبا ؟ فقال : والله لا يغفر الله لك أبدا ، ولا يدخلك الله الجنة أبدا ، قال : فبعث الله إليهما ملكا ، فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده ، فقال للمذنب : ادخل الجنة برحمتي ، وقال للآخر : أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي ، فقال : لا يا رب قال : اذهبوا به إلى النار ، " قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته . فالحذر الحذر من هذه الكلمة القبيحة السيئة ، وقد كان فرعون لعنه الله من أفجر الناس ، ومع ذلك فقد بعث الله تعالى له نبيين كريمين ، موسى وهارون  عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وأمرهما أن يقولا قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ، ومن ذا يكون كفرعون في طغيانه وجبروته وكفره ، ومع ذلك يأمر الله تعالى موسى وهارون أن يقولا له الكلمة الطيبة اللينة ، لعل ذلك يكون سببا في هدايته ، أي أن الأمل فيه لم يفقد ، ولا يزال طريق الهداية مفتوحا أمامه ، ولكنه أبى وتجبر حتى أهلكه الله تعالى ، وهل نحن نفقد الأمل فيمن هو دونه من أهل الذنوب والمعاصي ، ولكنها النفس الأمارة بالسوء والشيطان الذي يقنط القلوب من بعض الناس ، فلا تيأس من هداية أحد ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمل الهداية من كل أحد حتى لكان يجلس مع عتاة الكفرة يدعوهم إلى الله تعالى ، وكان يغشى نواديهم وأسواقهم ، وهم من هم في الكفر والمعاندة, ولكنه الأمل الذي لا بد وأن يكون في قلب الداعي إلى الله تعالى ، فإنه متى ما انطفأ هذا الأمل فسيحصل اليأس من إصلاح الواقع ، وهو الأمر الذي لا نريد أحدا من الدعاة أن يصل له ، إنه لا يجوز أن نسحب بساط الهداية من أحد كائنا من كان ، إلا من ختم الله تعالى على قلبه وأخبر عن عدم هدايته ، كإبليس ، فهذا لا نفع فيه ، وأما غيره ، فأين الدليل الدال على عدم هدايته ، أعندنا برهان من الله تعالى أن فلانا لن يهتدي ، ولذلك فالقول الصحيح أن غلبة الظن بعدم هداية المدعو ليس بعذر في التقاعس عن دعوته مع أنه لا يجوز أصلا أن يغلب على ظننا عدم هداية أحد مهما بلغ في الكفر والعدوان ، وأوصيك بالدعاء ، فالدعاء الدعاء أيها الدعاة ، فإنه مفاتيح القلوب ، فكم من دعوة صادقة صارت سببا في هداية الطغاة والمعاندين ممن كنا لا نحسب لهدايتهم حساب ، واحذر كل الحذر من العبارات التي يطلقها أهل اليأس والكسل كقولهم ( فسد الزمان ) أو كقولهم ( وهل أنت وكيل آدم على ذريته ) أو كقولهم ( السيل عرمرم ، وأنت لا تقدر على منعه ) أو كقولهم (عليك بخاصة نفسك ) ونحو هذه العبارات التي لا يراد منها إلا تفتير الهمم ، وكسر العزائم في الدعوة إلى الله تعالى ، والواقع والتاريخ يشهد بخلافها ، بل الأدلة تشهد بخلافها ، قال تعالى ] وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [ فهذا شأن بعض الناس  هو لا يدعو ، ولا يترك الدعاة في طريق دعوتهم حتى يفتر هممهم عن الدعوة بتلك العبارات ، وإن بعض الناس إذا رآك مهتماً بدعوة أحد قال لك :- أولم تسمع إلى قول الله تعالى ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم [ فيقرأها ويحملها على غير محملها ، وقد قام أبو بكر فحمد اللهَ وأثنى عليه ثم قال : أيُّها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم [ وإنا سمعنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول " إنَّ الناس إذا رأوا منكراً فلم ينكروه أَوْشَكَ أن يَعُمَّهم اللهُ بعقابه "(1) فالدعوة والاستمرار عليها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الهداية التي يشملها عموم قوله تعالى {إذا اهتديتم} فليست الهداية هي التقاعس عن الدعوة أو ترك  الناس وحالهم في عماية الجهل والتخبط في ظلمات الشبهات والشهوات ، هذا ضلال وشقاء وليس بهداية ، قال النووي رحمه الله تعالى (وهذه الآية الكريمة مما يَغترّ بها كثير من الجاهلين ويحملونها على غير وجهها، بل الصواب في معناها : أنكم إذا فعلتم ما أُمرتم به فلا يَضرّكم ضَلالةُ مَن ضلّ . ومن جملة ما أمروا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وإن نوح عليه الصلاة والسلام تعتبر حياته أعظم مدرسة للدعاة إلى الله تعالى، وللذين يريدون أن ينشروا توحيد الله، فإن نوحاً مكث تسعمائة وخمسين عاماً كان حصيلته ] وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [ ويقال له بعد هذا الجهد الطويل ] أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ [ ويقدر الله بعد هذا الجهد الذي يتعب من أجله نوح في الليل والنهار وفي السر والجهر، وفي مجتمعاتهم وفي أفرادهم، حتى أصبح القوم كلما رأوه استغشوا ثيابهم وغطوا وجوههم، لا يريدون أن ينظروا إليه، ووضعوا أصابعهم في آذانهم لا يريدون أن يسمعوا دعوته، وهم يعلمون ما عنده، ولا يريدون أن يقبلوا منه إطلاقاً، ومع ذلك يستمر ويستمر، كأنها تربية للأنبياء من بعده، ولنا نحن وللدعاة إلى قيام الساعة أننا لا نيأس من هداية أحدٍ كائناً من كان. إن كثيراً من الأحبة قد ينصح أخاه أو قربيه في معصية، وترى النتيجة بعد ذلك يقطع الأمل بمجرد أن يقول له: لا تنصحني، فإني أعرف ولا أقبل منك شيئاً، وهذا نعتبره خلاف ما كان عليه أنبياء الله ورسله.والتاريخ القديم والمعاصر ممتلئ بالنماذج التي تصور كثيرًا من الناس أنه لا فائدة من نصحها أو التأثير عليها أو الطمع في هدايتها، وإذا بها تتوب وتعود وينصلح حالها، و لا يخفى ما في يأس الإنسان من هداية أحد أو رجوعه عن الباطل من سوء ظن بالله أنه لا يقدر على هداية ذلك الإنسان أو تدركه رحمته، فعليك ألا تيأس، وتحبب إلى أخيك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولن تعدم أثر ذلك الرفق واللين أبدًا، والله معك ، كما قال ] وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [ وأبشر بالخير العظيم على صبرك وجهادك في إصلاح الناس ، حتى ولو لم تصل النتائج إلى ما تريد ، فأنت مسئول عن إيصال الخير للغير ، ولست مسئولا عن قبوله للخير ، كما قدمنا ، لذلك نقول دائماً : لا تيأس من الناس مهما بدرت منهم المعاصي والمخالفات والأخطاء ، واعتبر أنهم أمل هذه الأمة ، وأنهم في يوم من الأيام سوف تفتح لهم أبواب التوبة ، وسوف تراهم صادقين مخلصين ، تائبين متوضئين ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له ملك الجبال :- لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين ، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد عانى منهم الأمرين ولاقى منهم ما لم يلاقه أحد ، ومع ذلك يقول " لا ، بل استأن بهم ، فإني أرجو الله تعالى أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا " إنه الأمل الذي لا ينقطع ، إنه حسن الظن بالله تعالى ، إنه الداعية الذي لا ينظر في خاصة نفسه وما حصل له ، بل همه هداية الناس وصلاح الناس ، إن اليأس من إصلاح واقع الناس أو واقع أحد من الناس من الأمور التي تنبئ عن عجز في قلب الداعية إلى الله تعالى ، وعن ضعف في الهمة ، وعن سرعة استسلامه للظروف ، وعن نوع سوء ظن بالله تعالى ، فالداعية في حرب مستمرة مع هذه الواردات التي يلقيها الشيطان على قلبه حتى يخرجه عن دائرة الأمل في الإصلاح ، فلا ترفع راية الهزيمة ،ولا تخضع لهذه الواردات ، وكن قوي العزيمة ، ماضي الهمة قريب الرجاء في الله تعالى ، بعيد اليأس ، نشيط النفس في الصلاح والإصلاح ، ولا تنظر إلى الحال الراهنة ، ولكن انظر إلى فسحة الأمل واتساع الأفق بالخيرات والفرج ، وازرع في قلبك أن الله تعالى قادر القدرة الكاملة على إصلاح القلوب ، إذ هي خلق من خلقه ، لا تخرج عن قهره ولا عن ملكه ولا عن سلطانه ، ولا تصرفه جل وعلا ، فمتى ما استعصى عليك شيء منها فابتهل إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء وانطرح بين يديه وأبشر بالفرج ، ثم على الداعية أن ينظر في واقع استجابته لله تعالى ، لأن الله تعالى يجازي العبد بجنس عمله ، كما تقرر في القواعد أن الجزاء من جنس العمل ، فلعل السبب في عدم الاستجابة لك هو التقصير الصادر منك في الاستجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس اللوم على المدعو دائما ، بل قد يكون اللوم في عدم الاستجابة يكون في بعض الأحيان من الداعية نفسه ، فلا نعلق تقصيرنا على الناس ، ونلوم الناس دائما ، بل نحن لا بد وأن نراجع أنفسنا ونحاسبها هل نحن نسابق في الاستجابة لله تعالى إذا دعانا لما يحيينا ؟ هل نحن صدقنا معه في دعوة الناس ؟ هل صفت قلوبنا في دعوتنا من حظوظ الدنيا؟ ذلك لأنه قد يكون تخلف استجابة الناس لنا بسبب تخلفنا أو تباطئنا عن الاستجابة لربنا جل وعلا ، وكلنا ذلك الرجل المقصر المذنب الذي يحتاج إلى التوبة في كل آنٍ وحين ، ثم أضيف لك أمرا آخر ، وهو :- أن الشيطان - نعوذ بالله تعالى منه - ما فتئ يسعى بكل ممكن وكل عزيمة وكل همة على إضلال المهتدين ، وكذلك أعوانه وأتباعه من شياطين الجن والإنس ما قصروا في السعي الحثيث في إخراج الناس من النور إلى الظلمات ، فكم ،وكم من الجهود التي بذلت في إضلال الخلق ، وكم ، وكم من الأموال التي أنفقت في ذلك ، بلا توان ولا يأس ولا فتور ولا شكوى فياسبحان الله ، ونحن على أننا الدعاة إلى الحق والناس في حاجة ماسة إلى دعوتنا ، وهم غرقى يفتقرون إلى من يمد لهم يد الإنقاذ من بحار الشبهات ومستنقعات الشهوات ، ثم نفتر ونيأس ، ونستسلم من أول الأمر ، لا ،والله ، هذا ليس من طبع المؤمن الواثق بربه ، فكما أن الشيطان قد أقسم بأنه سيأتينا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وشمائلنا حتى يخرجنا عن دائرة الهدى والشكر ، فنحن معاشر الدعاة لا بد وأن نأتي المدعوين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وشمائلهم حتى نرجعهم إلى دائرة الهدى والشكر ، فالحرب بالحرب والقوة بالقوة ،والدعوة بالدعوة ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وكما أنه يدعو حزبه بكل ما أوتي من قوة ليكونوا من أصحاب السعير ، فنحن -إن شاء الله تعالى- سندعو الأمة لما يوجب لهم بفضل الله تعالى أن يكون من أصحاب النعيم المقيم والدرجات العلى في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالحذر الحذر من أن يخالط اليأس القلوب ،والحذر الحذر من رفع راية الهزيمة ،فالحرب سجال ، والأيام دول ، والله ناصر دينه ومعل كلمته ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

(1) حديث صحيح , أخرجه مسلم رقم (2814) في صفات المنافقين ، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس , و أحمد (1/385 (3648) والدارمي 2/306 والطبراني في "الكبير" (10523) وابن حبان (6417) .

(2) أخرجه الترمذي (5/219، رقم 2988) وقال: حسن غريب. وفي بعض النسخ : حسن صحيح غريب, وأخرجه النسائي في الكبرى (6/305، رقم 11051) وابن حبان في صحيحه رقم (40)

(1) حديث صحيح , رواه مسلم رقم (2623) في البر والصلة ، باب النهي عن قول : هلك الناس ، والموطأ 2 / 984 في الكلام ، باب ما يكره من الكلام ، وأبو داود رقم (4983) في الأدب ، باب لا يقال : خبثت نفسي , وأحمد (2/272) والبخاري في الأدب المفرد (759)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين , أخرجه ابن أبي شيبة , وأبو داود (4338) ، والمروزي (86) و (87) والبزار (65) ، وأبو يعلى (132) ، وابن حبان (304).

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

القاعدة الخامسة والخمسون :- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، والعكس بالعكس .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون :- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، والعكس بالعكس . أقول :- وهي نص حديث في الصحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال " مَنْ دعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثْلُ أجور مَنْ تَبِعَهُ لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ض ..

القاعدة الرابعة والخمسون :- إتيان المدعوين في محالهم مطلب في الداعية .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون :- إتيان المدعوين في محالهم مطلب في الداعية . أقول :- إن الداعية شأنه شأن الغيث ، ومن وصف الغيث أنه يدور في سماء البلاد لينزل الله تعالى به المطر النافع للبلاد والعباد ، فتخضر به أرضهم ، وتزدان به بلادهم ، فالداعية كالغيث ، لا بد وأن يسير في البلاد للدعوة إلى الله تعالى ، ..

القاعدة الثالثة والخمسون :- كشف الشبهات مسلك للوقاية من قبيح العمل والاعتقاد .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون :- كشف الشبهات مسلك للوقاية من قبيح العمل والاعتقاد . أقول :- لا يزال أهل العناد والجهل والكبر يجلبون بخليهم ورجلهم على هذه الشريعة المباركة بالتشكيك وبث الشبه بين العامة والخاصة ، وإن بث الشبه على الحق من المناهج الخطيرة التي قد خصص لها الكفار طائفة منهم ، لا هم لهم إلا ..

القاعدة الثانية والخمسون :- ضرب الأمثال وتقريب العلم من أصول الدعوة إلى الله تعالى .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون :- ضرب الأمثال وتقريب العلم من أصول الدعوة إلى الله تعالى . أقول :- إن دعوتنا لا بد وأن تكون منبثقة من منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في تقرير المسائل ، سواء منها المسائل العقدية أو العملية أو الوعظ والترغيب والترهيب ، فالوحيان الكريمان المطهران قد ذكر فيهما جم ..

القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال .

تاريخ النشر: الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 3 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون :- الترويح والترفيه لا بد وأن يكون مبنيا على الوسطية والاعتدال . أقول :- إن النفوس تمل ، وتحتاج إلى فترات من الترويح والترفيه ، فالترويح أمر مشروع في الإسلام ، ولا بد منه بين فترة وأخرى ، ليعيد للنفس نشاطها وحيويتها فتقبل على العمل بجد واجتهاد ، جاء في الحديث "روحوا ..