الرئيسية قواعد العقيدة

الأصل في العبادات الحظر والتوقيف

الأصل في العبادات الحظر والتوقيف

تاريخ النشر: الجمعة, 20 يناير 2017 - 18:49 مساءً | عدد المشاهدات: 1,237
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الثامنة والعشرون

الأصل في العبادات الحظر والتوقيف

 

لقد شرحنا هذه القاعدة في غير هذا الموضع شرحًا مفصلاً لكن نذكر هنا جملاً نافعة - إن شاء الله تعالى - ، فأقول :

إن معرفة الأصل في الأشياء من أهم ما ينفع طالب العلم في بحثه وفتاواه ، فإنه إذا عرف الأصل ، ثبت عليه ولا يتعداه إلا بدليل ناقل عنه ، فمن ذلك : أن الأصل في الأشياء الحل والإباحة ، والأصل في الميتات الحرمة ، والأصل في الفروج التحريم ، والأصل أن اليقين لا يزول بالشك ، ومن ذلك - ما نحن بصدده - : أن الأصل في العبادات الحظر والتوقيف إلا بدليل شرعي ، وذلك لأن أحدًا لا يعرف ما يجوز التعبد به لله ومالا يجوز ؛ لأن العقول لا تستقل بإدراك الشرع ، وإلا لما احتجنا إلى إرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، لكن لضعف العقل عن إدراك الشرع بعث الله الرسل وأنزل الكتب ، حتى تبين للناس ما يجب عليهم من العبادات أصولاً وفروعًا ، فما وجدنا فيها من العبادات تعبدنا بها ، ومالا فلا .

وليس الدليل على نافي العبادة إذا لم يثبت لها دليل شرعي ، ولكن الدليل على المثبت لها ؛ وذلك لأن الدليل على الناقل عن الأصل ، لا على المثبت عليه ، فإذا ادعى أحد أن هذا الشيء عبادة فنحن نطالبه بالدليل ، فإن أتى به قبلنا وتعبدنا ، وإن لم يأت به فلا ، وهذا هو مذهب السلف - y - ، فالعبادات مبناها على الشرع لا العقل ، بخلاف من جعل العبادة مبناها على ما تنتجه عقولهم الفاسدة ، كالصوفية الذين يتعبدون إلى الله تعالى بأذواقهم العفنة ، وكالمعتزلة الذين يوجبون ويحرمون بعقولهم المنتنة ، وغيرهم من الطوائف من الذين تركوا عباداتٍ دلَّ الدليل عليها ، وأمر بها الشارع ، إما أمر إيجاب أو ندب ، بل ويحاربونها أشد المحاربة ، ثم تراهم يقومون بعبادات لا خطام لها ولا زمام .

    فإن فتح الباب للعقل في هذا المقام إقحام للعقل في غير موضعه ، فالحكم لله ، كما قال تعالى : } إن الحكم إلا لله { وهذا هو توحيد الحاكمية ، أي لا حاكم شرعًا وقدرًا إلا الله . فالحلال ما أحل الله تعالى ، والحرام ما حرمه ، وما سكت عنه فهو عفو ، والأدلة على ذلك كثيرة ، ذكرناها في شرح القواعد الفقهية .

       واعلم أن هذا هو الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال ، فماذا بعد الحق والسنة إلا الباطل والبدعة ، والبدع في الشرع كلها ضلال وفي النار . فالواجب الوقوف عند الدليل ، هذا هو النجاة ، والله غني عن العالمين ، والكلام عن البدعة وأقسامها ذكرناه في شرح المنظومة فليراجعها من شاء ، والله تعالى أعلم .

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها   وهذا هو معتقد الموحدين أن أمور العبادة حق محض لله تعالى ليس لأحد فيه شرك أو واسطة ، قال تعالى : } فاعبد الله مخلصًا له الدين ألا لله الدين الخالص { ، وقال تعالى : } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخ ..

الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها   اعلم أن الصفات باعتبار نفيها عن الله تعالى وإثباتها له ثلاثة أنواع : الأول : صفات هي كمال من كل وجه كالعلم والحياة والبصر والسمع والقدرة والقوة ، فهذه تثبت لله تعالى م ..

زيارة القبور شرعية وبدعية

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون زيارة القبور شرعية وبدعية   فالشرعية : هي ما كان قصد الزائر فيها ثلاثة أمور : الأول : أن يدعو للميت أي أن ينفع الميت بدعائه وقد كان النبي - e - يأتي للمقبرة ويدعو للأموات ، الثاني : أن يقصد الزائر الذكر بهذا المنظر وأنها المثوى لكل البشر ويدل عليه قوله - e - : ..

كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر   فتحرم وسائل الشرك الأكبر كلها ؛ لأنها شرك أصغر فتحريم الشرك الأصغر إذًا ليس تحريم مقاصد وإنما هو تحريم وسائل والوسائل لها أحكام المقاصد ، قال الناظم : وسائل الأحكام تبع المقصد        ..

قاعدة دخول الرياء في الأعمال

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون قاعدة دخول الرياء في الأعمال   اعلم أن الرياء هو العمل للغير تزينًا وهو محرم ، بل هو الشرك الأصغر ففي الحديث :         (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )) فسئل عنه قال : (( الرياء )) فما الحكم لو دخل الرياء في العمل ؟ ..