الرئيسية قواعد العقيدة

أهـل السنة والـجماعـة لا يسلبـون مرتكب الكبيـرة مطلـق الإيمـان ولا يعطونـه الإيمان المطلق

أهـل السنة والـجماعـة لا يسلبـون مرتكب الكبيـرة مطلـق الإيمـان ولا يعطونـه الإيمان المطلق

تاريخ النشر: الجمعة, 20 يناير 2017 - 19:27 مساءً | عدد المشاهدات: 683
تبليغ عن رابط معطوب

القاعدة الخامسة والثلاثون

أهـل السنة والـجماعـة لا يسلبـون مرتكب الكبيـرة مطلـق الإيمـان ولا يعطونـه الإيمان المطلق

 

إن من القواعد المفيدة لطالب العلم هو التفريق بين مطلق الشيء والشيء المطلق ، فإذا قيل الشيء المطلق فيدخل فيه كل ما يطلق عليه هذا الشيء فإذا قلنا الإيمان المطلق فيدخل فيه كل ما يسمى إيمانًا ، وإذا قلنا المعرفة المطلقة فيدخل فيه كل ما يسمى معرفة ، وإذا قلنا المحبة المطلقة فيدخل فيه كل ما يطلق عليه محبة ، وإذا قلنا التوكل المطلق فيدخل فيه كل ما يطلق عليه توكل وهكذا ، وأما قولنا مطلق الشيء فإن يدخل فيه أدنى ما يطلق عليه هذا الشيء ، فإماطة الأذى عن الطريق من مطلق الإيمان ، وأدنى درجات التوكل أن يقال لها : مطلق التوكل ، وأدنى درجات المحبة يقال له : مطلق المحبة ، إذا عرفت هذه القاعدة أعني قاعدة الفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق فإنها تعتبر قاعدة كبرى يدخل تحتها قواعد كلية ومنها هـذه القاعدة التي معنـا فأهل السنـة والـجماعة يحكمون على مرتكب الكبيرة     بحكمين :

الأول : أنهم لا يسلبونه مطلق الإيمان أي لا يقولون إنه ليس معه أدنى درجات الإيمان كما تقوله الخوارج والمعتزلة ، بل معه من الإيمان مطلقه ، أما الخوارج والمعتزلة ويقال لهم : الوعيدية فإنهم يسلبونه مطلق الإيمان ولذلك حكموا عليه بالكفر وبالمنـزلة بين المنـزلين ، وهذا مخالف للأدلة الشرعية ، وهم كذلك أعني أهل السنة والجماعة لا يعطونه الإيمان المطلق أي لا يحكمون له بالإيمان الكامل ، بل يعطونه إيمانًا ناقصًا بقدر هذه الكبيرة ة، بخلاف المرجئة الذين يعطونه الإيمان المطلق وهو مخالف للأدلة الشرعية فصارت المذاهب عندنا في مرتكب الكبيرة كما يلي :

أهل السنة : لا يسلبونه مطلق الإيمان ولا يعطونه الإيمان المطلق ، والخوارج والمعتزلة : يسلبونه مطلق الإيمان ، والمرجئة تعطيه الإيمان المطلق وقد ذكرنا ذلك في القاعدة السادسة فارجع    إليها ، قال الناظم :

   والفـاسق الـملي بالعصيــان         لا يسلبـن مطلـق الإيـمـان

  كـذلكـم لا يعطـيـن مطلقـه        من دون تقييـد بمـا قـد فسقه

   بـل مـؤمـن بباقـي الإيـمان        وفـاسـق بالفـسـق والعصيان

وأماني الآخرة فأهل السنة يجعلونه تحت المشيئة إن شاء غفر الله له وإن شاء عذبه بذنوبه ثم يدخله الجنة ، وأما الخوارج والمعتزلة فإنهم يقولون هو خالد مخلد في النار - وتقدم هذا الكلام في قاعدة الوسطية - ، والله أعلى وأعلم .

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال حتى الآن. كن أول من يعلق الآن!

شارك بتعليقك

مواضيع ذات صلة

لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الخامسة والخمسون لا يقرن مع الله غيره في أمور العبادة والمشيئة ويجوز ذلك في غيرها   وهذا هو معتقد الموحدين أن أمور العبادة حق محض لله تعالى ليس لأحد فيه شرك أو واسطة ، قال تعالى : } فاعبد الله مخلصًا له الدين ألا لله الدين الخالص { ، وقال تعالى : } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخ ..

الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الرابعة والخمسون الصفـات التي هي كمـال باعتبـار ، ونقـص باعتبار تثبت لله حـال كمالها وتنفـى عنه حال نقصها   اعلم أن الصفات باعتبار نفيها عن الله تعالى وإثباتها له ثلاثة أنواع : الأول : صفات هي كمال من كل وجه كالعلم والحياة والبصر والسمع والقدرة والقوة ، فهذه تثبت لله تعالى م ..

زيارة القبور شرعية وبدعية

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثالثة والخمسون زيارة القبور شرعية وبدعية   فالشرعية : هي ما كان قصد الزائر فيها ثلاثة أمور : الأول : أن يدعو للميت أي أن ينفع الميت بدعائه وقد كان النبي - e - يأتي للمقبرة ويدعو للأموات ، الثاني : أن يقصد الزائر الذكر بهذا المنظر وأنها المثوى لكل البشر ويدل عليه قوله - e - : ..

كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الثانية والخمسون كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر   فتحرم وسائل الشرك الأكبر كلها ؛ لأنها شرك أصغر فتحريم الشرك الأصغر إذًا ليس تحريم مقاصد وإنما هو تحريم وسائل والوسائل لها أحكام المقاصد ، قال الناظم : وسائل الأحكام تبع المقصد        ..

قاعدة دخول الرياء في الأعمال

تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الثاني 1438 هـ الموافق 21 يناير 2017 مـ
القاعدة الحادية والخمسون قاعدة دخول الرياء في الأعمال   اعلم أن الرياء هو العمل للغير تزينًا وهو محرم ، بل هو الشرك الأصغر ففي الحديث :         (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )) فسئل عنه قال : (( الرياء )) فما الحكم لو دخل الرياء في العمل ؟ ..